في الدوامة ذاتها يدور لبنان على رجاء الخروج بحلول جذرية لهمومه الاقتصادية. وفي الانتظار تتواصل الشائعات من كل حدب وصوب مستهدفة كل اوراق الحل والمشاريع التي وضعت بعناية استداركا للخطر الداهم الذي يحيط تراكم بالبلاد والعباد نتيجة عقود من تراكم الاخطاء.
الشائعات اليومية باتت تهدد فرص الاستقرار عبر تجرئها يوما على اسقرار الليرة، ويوما على تضاؤل السيولة بالدولار وصولا الى اختراع ارقام مضخمة توحي وكأن لبنان ذاهب حتما الى الهلاك.
كثيرون هم من يرشقون البلاد بحجارة التضليل وقليل ايمان من يصدق او من يقبل ان تأسره شائعة او تشوش افكاره كذبة.
وعلى وقع الهستيرية المستمرة قال رئيس الجمهورية كلمته في الامم المتحدة ومشى واضعا النقاط على حروف التساؤلات في شتى الملفات ومنها ما طاول قضية النازحين السوريين وعودتهم الى الديار، فاستحوذت النقطة المتعلقة بتشجيع العودة عبر الاتفاق مع سوريا حيزا من الاخذ والرد المحلي بين من يرى في التنسيق بين البلدين امرا طبيعيا ومن يرفض الفكرة بالشكل والمضمون ليفتح جدلا داخليا جديدا.
يرى المراقبون انه لن يطول باعتبار ان الانشغال منصب على اتمام موازنة 2020 بكل ما تتضمنه من ابواب وبنود ضمن المهل الدستورية.
وانطلاقا من هنا كثف مجلس الوزراء جلساته، وهو انعقد للمرة الثالثة على التوالي خلال اسبوع لانجاز ما تبقى من قراءة لموازنة قبل ان تحال الى لجنة المال والموازنة التي يصر رئيسها على ضرورة ان تكون وقفتها مع موازنة 2020 من منطلق الاصلاحات المطلوبة لا الاجندات السياسية لاي كان.