IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـOTV المسائية ليوم الاربعاء في 02/10/2019

في ستينيات القرن الماضي، وتحت وطاة الشائعات عن إفلاس بنك إنترا تهافت المودعون لسحب ودائعهم من المصرف رغم ان الوثائق اظهرت حينها ان البنك في وضع جيد وكل ما ينقصة هو السيولة الموقتة التي رفضت الحكومة إقراضه إياها، فانهار الاخير فعليا مخلفا ازمة استمرت ارتداداتها طويلا .

اليوم، تتجدد حكاية انترا، لكن على مستوى بلد. فالشائعات تفعل فعلها بين المودعين وفي نفوس اللبنانيين الذين ينامون على خبر ليستفيقوا على آخر .
هكذا، تكفي ترجمة غير دقيقة لتقرير موديز لخلق هلع جديد طاول القطاعات كافة. فالحديث عن ان مصرف لبنان يمتلك فقط ما بين سْت الى عشرة مليار دولار قابلة للاستعمال، اتى من دون شرح، ما تطلب تأكيد ان موجودات البنك المركزي بالدولار تقارب الـ 58 مليار، وبالتالي لا خوف على سعر ثبات الليرة و الاستقرار المالي وهو ما لنا عودة اليه في سياق هذه النشرة.

ورغم اللغط الذي أحدثه تقرير موديز، فإن حدة الاشاعات تراجعت اليوم، مع انكفاء المضللين بعد خسارتهم هذه الجولة. جولة لم تنجح في إسقاط عزيمة اللبنانيين للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب، كما انها لم تنجح في إحباط إصرار اصحاب الارادة في اخذ البلاد الى بر الامان المالي، ومنهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نقل عنه زواره ان المعنيين بالملف المالي والنقدي أكدوا له أن الامور الأساسية متوافرة وثابتة، إلا انهم اشتكوا من تداعيات التشويش والضغط المتأتيين من بعض الإعلام والسياسيين.

وعلى وقع استمرار الاستهداف الممنهج للعهد، وهو ما لا يخفى على المراقبين الذين واكبوا تطور مسار الامور في الايام الاخيرة، فإن الرئيس عون يؤكد انه موجود في قلب المعركة، يخوضها بقوة وثقة دفاعا عن المصالح العليا للشعب اللبناني، وكل ما يطلبه من الشعب ان يقف على الحياد، إذا كان لا يريد ان يشاركه في هذه المعركة… معركة لن تكون الاخيرة. فقافلة المتضررين من النهج الاصلاحي، وموقع لبنان العصي على كل إملاءات، ستواصل جولاتها وإن بشكل آخر، وستلقى مواجهة من رئيس متسلح بالحق الذي هو أفضل وأقوى حليف، على ما قال اليوم .

كل ما يريده اللبنانيون على اختلاف أطيافهم هو الخروج من دوامة القلق المستمر، يوما على الهوية ويوما على المصير. يصبون الى الاستقرار وعينهم على النهوض بوطنهم لتليق به الريادة من جديد، وهو ما سيتحقق فيما لو صفت النيات وتعاون الجميع لما فيه المصلحة الوطنية العليا.