ما خلا بعض المواقف الواضحة، وأولها دعوة رئيس الجمهورية إلى التحقيق أمس في أسباب توقف طائرات سيكورسي عن العمل، وطلبه اليوم من الهيئة العليا للاغاثة التعويض على المتضررين وحديثه عن البدء بحملة تشجير… وما عدا بعض المبادرات الصادقة، كمثل إعلان نائب الشوف فريد البستاني التبرع براتب ثلاثة أشهر لشراء معدات للدفاع المدني، وإلى جانب الأسئلة المشروعة التي يطرحها بعض الناس عن سبب اندلاع أكثر من مئة وخمسين حريقا في يوم واحد هو أمس… تبقى المزايدات المتناثرة هنا وهناك في ملف الحرائق سيدة الساحة السياسية والإعلامية وعبر مواقع التواصل، التي انشغل بعض روادها اليوم بحملة جديدة ضد وزير المهجرين غسان عطالله، على خلفية تحوير كلام له حول الأخلاق والتاريخ في حلقة تلفزيونية، وإخراجه من إطاره السياسي إلى آخر شعبوي، أعاد بعض الوجوه ولو مرحليا إلى دائرة الضوء… علما أن عطالله اتصل بالقاضية غادة عون اليوم وطلب منها عدم توقيف أي ناشط، رافضا اتخاذ صفة الإدعاء الشخصي، وذلك على رغم وجود تقرير طبي يؤكد تعرضه للاعتداء خلال تفقده المتضررين ليل أمس بسبب الحرائق.
وفي انتظار ملف مقبل يشغل اللبنانيين، قد يكون تكرار مشاهد الفيضانات السنوية بفعل هطول الأمطار، في ضوء تقصير تقليدي متوقع لوزارة الأشغال على رغم تنبيهات وزارة الطاقة، عادت الأنظار إلى الشأن الاقتصادي والمالي، وتحديدا إلى موضوع الموازنة، المطروح على طاولة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، الذي شهد اليوم لقاء وصف بالتنسيقي الروتيني، هو الثاني من نوعه في حوالى أسبوع، بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية.
وفي السياق الاقتصادي والمالي، سأل رئيس مجلس النواب في لقاء الاربعاء: لماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني من أزمة، بالرغم من توافق بإجماع المستويات الرئاسية والقيادات المسؤولة على اثنين وعشرين بنداء بندا في لقاء قصر بعبدا، وهي إصلاحات تبدأ بالموازنة وتمر بالكهرباء والتغويز، وصولا إلى غيرهما من البنود.
وإذ نوه بري باجتماعات اللجنة الوزارية المتلاحقة، إلا انه أبدى إستغرابه لإعادة البحث من جديد بملف الاصلاحات، طالما بت بهذا الملف من ضمن البنود الإثنين والعشرين… وإلا فليحسم التصويت هذا الامر، قال رئيس مجلس النواب، مشددا على ضرورة الحسم خلال اليومين المقبلين، ونافيا في الوقت عينه الشائعات التي تروج لوقف مفاعيل سيدر، نقلا عن الجهات المعنية الفرنسية.