“لا ما خلصت الحكاية”.
كثيرون يذكرون هذه الأغنية الشهيرة، التي طبعت الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية التي تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005.
واليوم أيضا، “لا ما خلصت الحكاية”.
فاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ليست النهاية، ولعلها قد تكون بداية مرحلة جديدة، طالما الميثاق مكرس بروحه، والدستور محترم بآلياته…
تلك كانت النظرة الإيجابية لما جرى. أما النظرة الواقعية، فقد تفضي إلى اعتبار أن خطوة الحريري أتت لترمي البلد في المجهول في ظل وضع اقتصادي ومالي صعب جدا، لا يحتمل فراغا حكوميا وبحثا قد يطول في التأليف، خصوصا أن الاتفاق كان ممكنا على حكومة جديدة قبل الاستقالة… هذا مع الاشارة الى ان معلومات الـ OTV تؤكد أن التيار الوطني الحر، وعلى عكس ما يشارع، أبدى الاستعداد للبحث في كل الأمور، من دون إغلاق الباب على أي موضوع، كما يحاول البعض الإيحاء…
من الطرافة بمكان، أن يتلو فؤاد السنيورة بيان الانتصار على الحريري في ثورة الأيام الاخيرة على الفساد. هكذا علق أحد الظرفاء على مشهد ما بعد الاستقالة.
أما أحد الوزراء المعنيين مباشرة بتطورات الايام الاخيرة، فرأى عبر الـ OTV ان الانقلاب على العهد قائم بأشكال مختلفة، مؤكدا ان الأدوات الخارجية والداخلية ظاهرة، ومشددا على العمل لإفشال المخطط، قائلا: نريد للحراك ان يستمر ليساعدنا بالمحاسبة، وليس لمساعدة المرتكبين على الإفلات منها، بأخذ البلد إلى المجهول.
وتابع الوزير عينه قائلا: الاهم الآن، منع الانجراف نحو الأسوأ، وتلبية طلبات الناس في محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وهذا ما يجب ان يكون الاساس في تأليف الحكومة الجديدة، بمعاييرها الوطنية والميثاقية وعدم الإتيان بالفاسدين اليها، رئيسا وأعضاء.
وفي ردود الفعل الأولية، رئيس مجلس النواب يدعو إلى التهدئة والحوار بين المكونات، وووليد جنبلاط يشدد في اتصال مع الـ OTV على الحوار، وسمير جعجع يؤكد مطلب حكومة التكنوقراط.
اما في الشارع، فتفاوت بين مطالب بوقع التحركات، ومتمسك باستمرارها، لكن المطلوب في كل الحالات فتح الطرق اعتبارا من صباح الغد، قطعا لدابر الفتنة التي أطلت برأسها من وسط بيروت اليوم، وتسييرا لشؤون الناس الحياتية، التي لم تعد تحتمل عرقلة الحواجز، ووقاحة طلب الهويات، وقرف الاحتجاز ساعات وساعات جراء زحمة السير.
وفي كل الأحوال، أيها اللبنانيون: “لا ما خلصت الحكاية”… ورح نبقى سوا.