الأسبوع الطالع هو أسبوع الحسم.
من المبكر التوصل إلى استنتاج من هذا النوع، ولو أن غالبية اللبنانيين تتمنى حسم التوجهات على مختلف المستويات اليوم قبل الغد.
شعبيا، التحركات مستمرة، مع تسجيل إيجابية أساسية تكمن في التحول النوعي الذي شهدته الاحتجاجات، بعد التخلي عن قطع الطرق، والتخفيف من موجة الشتائم، لمصلحة تسليط الضوء على المكامن الأساسية للفساد.
اقتصاديا وماليا، وفي انتظار وصول موفد الرئيس ايمانويل ماكرون الثلاثاء، مؤتمر صحافي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر الغد، يأتي بعد يومين من لقاء بعبدا الذي رسم خارطة طريق لمواجهة الأزمة المستجدة.
تشريعيا، الأنظار نحو جلسة الثلاثاء، علما أن أسئلة كثيرة يطرحها البعض حولها في الشكل والمضمون. فمن حيث الشكل، أكد نادي قضاة لبنان أن “إعمالا لأحكام المادة 32 من الدستور، فإن من المحظر على مجلس النواب أن يقوم في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء المقبل، وهو لا يزال في عقده العادي، بأي عمل قبل البحث في الموازنة والتصويت عليها”. أما في المضمون، فاعتراضات من أكثر من طرف، علما أن معلومات الـ OTV تشير إلى موقف مرتقب من تكتل “لبنان القوي” في الساعات المقبلة، يتوقع أن يعرب عن الإصرار على إقرار القوانين المرتبطة بمكافحة الفساد ورفع السرية والحصانة واستعادة الأموال المنهوبة، في مقابل رفض قانون العفو بالصيغة المطروحة.
حكوميا، مصادر تيار “المستقبل” تتحدث عن قرار قريب للرئيس سعد الحريري من توليه رئاسة الحكومة. في وقت يترقب اللبنانيون الكلمة التي يلقيها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الثانية والنصف من بعد ظهر الغد في “يوم الشهيد”.
وفي انتظار الحسم المرغوب اقتصاديا وماليا وفي السياسة، حسم منشود على مستوى الحرية: الزميلة ريما حمدان بكت اليوم. لكنها لم تبك إلا على وطن منهوب لا مكسور، يصر البعض فيه على مساواة الجلاد بالضحية، فيما كل المطلوب تضافر جهود جميع المخلصين من أجل استعادة الاموال وتكريس هيبة الدولة وحفظ كرامة الوطن والمواطنين، كل المواطنين.