وكأنه لم يكن ينقص اللبنانيين إلا “بوسطة”. ليس لأن في الكلمة عيبا ما، بل لأن مجرد ذكرها يحمل إلى عموم الناس ذكريات سيئة، تعود بهم إلى يوم أسود عام 1975، دخلت فيه البلاد نفقا مظلما، نكرر سنويا في 13 نيسان: ينذكر وما ينعاد.
فقبل البوسطة، جدران إسمنتية في الأنفاق. وقبل الجدران الإسمنتية في الأنفاق، فرض خوات. وقبل فرض الخوات، طلب هويات.
وسواء كان الأمر مقصودا أم لا، ونحن نفترض دائما حسن النية، فالنتيجة واحدة: تشويه مستمر للحراك الشعبي الصادق، وسرقة حزبية موصوفة لمطالب الناس، تزامنا مع إطلاق نار يبدو مبرمجا على كل أشكال الحلول.
وفي هذا الاطار، تشير معلومات الـ OTV إلى أن قصر بعبدا لم يتبلغ جديدا حكوميا حتى الساعة، علما أن الساعات القليلة المقبلة، وربما قبل حلول يوم الإثنين قد تكون مفصلية في هذا المجال، ولاسيما لناحية مسألة التفاهم على ترشيح الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة.
غير أن مصادر متابعة للملف الحكومي أكدت للـ OTV أن أزمة تشكيل الحكومة تتعقد، مما يؤكد المخاوف من عامل خارجي على خط الأزمة. وشددت المصادر على أن “التيار الوطني الحر” يقدم جميع التسهيلات لتشكيل حكومة، وإذا كان هناك تراجع عن الالتزام بترشيح الصفدي، فالأمر لا يعني إطلاقا انسداد الأفق، بل يدفع إلى المزيد من العمل بحثا عن توافق آخر، بالتشاور مع جميع القوى السياسية المعنية.
وفي كل الأحوال، تابعت المصادر، فالارتباك الحاصل في تسمية رئيس حكومة، يؤكد صوابية قرار رئيس الجمهورية بالتريث في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، تسهيلا للاتفاق على اسم رئيس الحكومة وشكلها، وبالتالي تفادي الدخول في المجهول.