IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

مناورة كانت أم مقامرة، صادقة أم منافقة، حقيقية أم خيالية- ومن طرف واحد طبعا- لم تعمر تسمية محمد الصفدي رئيسا مقترحا لحكومة تخلف ما أسموها “حكومة إلى العمل”، فذهبت بأعين مفتوحة وأرجل ممدودة إلى الفشل.

فتح بازار التصفيات والتنزيلات والحسومات على رؤساء الحكومات الآتين أو السابقين، في “تيرو” مفتوح لاسقاط كل الشخصيات المطروحة على قاعدة “أنا أو لا أحد”، أو في حرب إلغاء لكل الأسماء من طرابلس إلى صيدا مرورا ببيروت وعكار والبقاع.

قنبلة دخانية من تحت وقذيفة مضيئة من فوق، لإلهاء الخصم من جهة وكشف تحركاته من جهة أخرى، لكن المشكلة أن من يتبع هذا التكتيك هو المكشوف وليس العكس. سياسة التذاكي والتباكي، استجرار العطف بعد الخطف من موسمين، واستدرار الدموع وإضاءة الشموع بعد أسبوع تحديدا على الحراك، لم يعد ينطلي على أحد.

إستغلال للحراك تبريرا للطلاق، ومن ثم الانطلاق في مسار منفصل غير متصل بما كان في النصف الأول من الولاية الرئاسية. ذكاء يغار منه ستيف جوبز وأوبنهايمر وماركوني والخوارزمي، وابداع في تركيب المقالب لم يصل إليه غوار الطوشي في أوج عطائه، ودهاء مسيل للدموع لم تنجح كل فرق مكافحة الشغب في العالم في الاتيان بمثله.

نريد محمد الصفدي في الليل، وننكره قبل صياح الديك واقفال الطريق. فجأة تذكروا أغنية فيروز: “تعا ولا تجي”. منذ ثلاثين يمارسون سياسة الأرض المحروقة في الاقتصاد والسياسة والمعيشة، وعندما اقتربت النار من كروشهم وعروشهم، قرروا احراق ما تبقى من آمال وأحلام لدى الشابات والشباب بمستقبل من صنعهم لا من صنع المنافقين والمكابرين والفاسدين.

اختاروا منذ زمن بعيد عبادة المال على الله، واتفقوا مع قيصر على مقاسمته ما له، والسطو على ما لله ومال الناس. وها هم اليوم كالذئاب عندما تجتمع على فريسة، وكالذباب عندما يحوم على جيفة. سيعرف اللبنانيون من يمزق اقتصادهم وعملتهم. وسيعرف اللبنانيون من يحرض على جيشهم. وسيعرف اللبنانيون من الذي يتواطأ ويحرض على مقام الرئاسة الأولى، ويبيعها بحفنة من الدولارات والريالات. وسيعرف اللبنانيون من سرق أموالهم وحرق أحلامهم ومن هجر أبناءهم ليبقى اللاجئون والنازحون والفاسدون والمفسدون.

ما حصل مع محمد الصفدي سبحة ستكر. لكن من يظن أنه يمسك بخيوط اللعبة، سيكتشف أنه يمسك بماء أو هواء، وسيكتشف أن بيت العنكبوت راسخ أكثر من بيته.