ومن يتهمها بالتزوير، هو المزور… سواء كان سياسيا متنكرا بزي ثائر، أم إعلاميا مفترضا، أم شتاما على مواقع التواصل، أم متظاهرا من فئة الذين لا يرون ضررا حل بالبلاد، إلا بسبب ميشال عون وتياره.
فمشكلة كل هؤلاء مع الـ OTV، أنها كانت منذ اليوم الأول، وهي اليوم، صورة تلك الحقيقة التي يصرون على تشويهها، وصوت ذاك الضمير الذي يريدونه ميتا.
هؤلاء، يريدون للـ OTV أن تسلم مسبقا بمقولة “كلن يعني كلن”، حتى يسلموا لها بالموضوعية. أما إذا ورد على لسان أحد ضيوفها مثلا أن العبارة غير دقيقة، وأن محاربة الفساد بدأت عام 2005 وليس سنة 2019، فهي منحازة وتستوجب الرجم بالشتائم، لا من الغالبية الساحقة من المتظاهرين طبعا، بل من قلة قليلة، لاحق نموذج منها موظفا في ساحة رياض الصلح اليوم، لمجرد الاشتباه في أنه نائب او وزير، فنال نصيبه من قلة التهذيب وانعدام الاخلاق.
هؤلاء يريدون للـ OTV مثلا ألا تذيع النفي الذي أصدره المكتب الإعلامي للوزير جبران باسيل حول إطلاق موكبه النار على المتظاهرين اليوم… وحتى لا يعتبروها كاذبة، ربما المطلوب أن تحذو حذو الآخرين،
فتذيع شائعة إطلاق موكب باسيل النار عشرات المرات… أما بيان النفي فيذاع بالكاد مرة واحدة من باب رفع العتب ليس إلا، وتعتيما على حقيقة أن لا الوزير باسيل ولا موكبه كانا متواجدين في محيط مجلس النواب اليوم.
هؤلاء يريدون أيضا ربما أن تجاريهم الـ OTV بالترويج بأن موكب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي استهدف المحتجين في وسط بيروت، ولو أن الأخير كان موجودا في قصر بعبدا، مشاركا في لقاءات رئيس الجمهورية مع المنسق الخاص للأمم المتحدة وغيره.
في المحصلة، وحدها الحقيقة تضع حدا لوقاحة الكذب، وستبقى الـ OTV صورة تلك الحقيقة وصوتها.
اليوم، تمنى البعض ان تحترق الـ OTV، لما سمعوا أن حريقا صغيرا اندلع في إحدى زواياها بفعل احتكاك كهربائي. أما الغالبية العظمى، فاتصلت واطمأنت، وصلت من أجل سلامة العاملين في المحطة، الذين يتعرضون منذ شهر تقريبا لحملة مبرمجة بات يدركها الجميع.
فشكرا لكن من صلى واتصل، وسامح الله الآخرين القليلي الإيمان والعدد.
أما في السياسة، فالحدث اليوم إرجاء الجلسة التشريعية بفعل الاحتجاجات، ومقاطعة غالبية الكتل. وفي هذا السياق، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء أن “الكتل النيابية والنواب كانوا صادقين، وجهات أخرى لم تلتزم بما وعدت، لكن رب ضارة نافعة”.
وفي سياق متصل، عبرت اوساط سياسية للـ OTV بأن الخوف من استغلال خارجي للأحداث الداخلية يزداد يوما بعد يوم، فمسار الأحداث يؤكد أن المستغل الفعلي للشارع مصمم على إسقاط المؤسسات الدستورية أو تعطيلها بالحد الأدنى، ما يستوجب مصارحة اللبنانيين عامة والمتظاهرين الصادقين خاصة، بأننا نتجه إلى مزيد من الفوضى التي تهدف الى تعطيل أي إصلاح عبر المؤسسات وتسريع الانهيار المالي وتوسيع حجم الأضرار التي تحتاج إلى سنوات لترميمها.
واليوم، تزامنا مع اعادة فتح المصارف، اكد رئيس الجمهورية للمنسق الخاص للأمم المتحدة بأن اجراءات عدة اتخذت لتسهيل عمل المواطنين والمؤسسات، وكرر استعداده الدائم للقاء ممثلي الحراك واطلاعهم على جهوده لتحقيق مطالبهم. ولفت الى ان الهدف من عدم تحديد موعد الاستشارات النيابية هو ازالة العقبات امام تشكيل الحكومة وتسهيل مهمة الرئيس المكلف، مشددا على ان الحكومة الجديدة ستكون سياسية وتضم اختصاصيين وممثلين عن الحراك الشعبي.
وفي اطار البحث عن مخرج لأزمة التكليف والتأليف، تشير معلومات الـ OTV إلى ان الاتصالات تكثفت بعد انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي والنقاش يدور على مجموعة أفكار وهناك اكثر من تصور سيكون قيد النقاش في اليومين المقبلين. اما الخيارات المطروحة، فثلاثة:
الاول، حكومة بالاتفاق مع سعد الحريري، تقوم على تسمية شخصية سنية غيره لرئاسة الحكومة ولكن بالاتفاق معه، لكننا في هذه النقطة بالتحديد عدنا الى نقطة ما قبل المربع الاول لأن في المربع الاول كان هناك ثقة اما اليوم وبعد ما حصل مع الصفدي ففقدت الثقة.
الثاني، حكومة يكون سعد الحريري رئيسها، والعمل منكب على كيفية تكوين فكرة نتفق فيها مع سعد الحريري اغلبيتها تكنوقراط وفيها بعض الممثلين للاحزاب على ان تسمي الاطراف ممثليها.
أما الخيار الثالث والاخير، فالذهاب الى حكومة أكثرية خصوصا ان هناك فريقا يملك الاكثرية في مجلس النواب، وفق معلومات الـ OTV.