Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـOTV المسائية ليوم السبت في 23/11/2019

إذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فالمطلوب يفهم من مضمونه. الرسالة الأميركية بالبريد الايراني والعراقي واللبناني، وصلت إلى ايران و”حزب الله” وتجمع الحلفاء ولفيف الشركاء. زعزعة العراق، ونقل المعركة إلى داخل ايران، واخراج الحزب من سوريا، ونقل المعركة إلى لبنان، وقطع خطوط المدد والعتاد والعدد من الفرات إلى العاصي والليطاني، وتحريك الشارع الشيعي من أصفهان إلى كفررمان.

لم يتردد بومبيو في اعلان موقف بلاده مما يحصل في طهران وبغداد وبيروت. ثورة على النفوذ الإيراني، وواشنطن تريد مساعدة شعوب هذه البلدان، للتخلص من ايران التي سلمتها واشنطن كامل العراق إثر فشلها في غزو بلاد الرافدين بعد العام 2003. ولم تقصر في التعامل معها في سوريا، على أنها القوة الوازنة في الصراع ضد المجموعات التكفيرية. ولم تتأخر في التفاهم معها على اتفاق ضمني- علني، أسس لتسوية ومخرج للأزمة اللبنانية العام 2016، بانتخابات رئاسية تهافت الجميع على تبنيها ورعايتها ومنح صكوك البراءة لها. لكن الأهم، هو الاتفاق الكبير الشهير الذي حصل العام 2015، وعرف بالاتفاق النووي بين أميركا وإيران والمجتمع الدولي، وتحديدا الأوروبي.

مثلما كانت سوريا راعية ومشرفة ووصية على الحل في لبنان، ببركات العم سام، العام 1976 وبعدها في ال1987 وبعدها في الطائف، ومن ثم سحبت منها الوكالة وعزلت عنها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هكذا لعبت واشنطن دور الخاضع لموازين القوى لمصلحة إيران من باكستان وأفغانستان- ورعاية طهران للمفاوضات بين واشنطن وطالبان- وصولا إلى سوريا ولبنان. اليوم تستفيق واشنطن على واقع جديد، يضعها أمام مشهد متزاحم ومتراكم من الفورات والثروات الغازية والنفطية على شواطىء المتوسط وجبال القلمون والأرض السورية.

مثلما تسبب الغاز بالحرب السورية، يبدو أن الغاز والنفط مجتمعين، أعادا لبنان فجأة إلى ذاكرة الاهتمام الأميركي بعدما كاد يصبح ذكرى. المعلن “حزب الله” والمضمر النفط. نخدم اسرائيل بالنفط وبتحييد “حزب الله”، ونستخدم الأصوات اليهودية في الانتخابات الأميركية العام المقبل.

في العام 2005، كانت الشرارة اغتيال الرئيس الحريري. وفي العام 2019 الشرارة بالفساد الذي أحرق البلد، وحرق مستقبل الشباب، وقضى على القضاء، وبعد قليل يصادر الهواء ويحتكر السماء ويتملك الفضاء. منذ أيام مررت صحيفة محسوبة على مرجع رسمي، أن أميركا توافق على إشراك “حزب الله” بالحكومة، شرط عدم تدخله في ترسيم والملف النفطي. انتظر الناس أن تطلب أميركا من الحزب تسليم سلاحه، ودمج عناصره بالجيش، وعدم تعرضه لاسرائيل، ووقف مشاركته في سوريا، فكانت النتيجة عدم التدخل في الملف النفطي.

لكن ما هو أخطر، وما لا يقال، هو أن المطالب المخفية تركز على توطين اللاجئين، وتحويل النازحين لاجئين، وهنا بيت القصيد لا بل بيت النار.

تدور المبارزة الحكومية، غير المتكافئة حاليا، بين خيارين ونهجين ومفترقين: فريق يشترط إخراج التيار والحزب، وعدم المس بمسؤولين في مواقع حساسة، وعدم الذهاب إلى سوريا، والانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، والتوازنات الداخلية التي ترجمها المجلس والحكومة. وفريق مقابل يرفض حكومة تكنوقراط، ويرفض منح الحكومة أي صلاحيات استثنائية، وأن تعكس الحكومة العتيدة موازين القوى، وأن يتمثل التيار والحزب سياسيا.

وبين الاثنين، يكشف فيلتمان الأوراق، ويصبح التصعيد سيد الموقف، على خلفية ضرب التسويات التي قامت، وفرط التحالفات التي أسست بمفعول رجعي يعود للعام 2005 و2006، وبمفعول ثأري يعود للعام 2017 عندما أجهضت الاقالة من الخارج لتصبح اليوم استقالة من الداخل.

في هذا الوقت، ما زال البعض يردد مع ابن الرومي: يا خليلي تيمتني وحيد.