Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 25/11/2019

من الجدير التوقف عند ما قاله عميد متقاعد ومستشار عند احد المرجعيات في البحرين التي تشكل منصة عربية خليجية للتطبيع مع اسرائيل، والتي فيها انعقد قبل فترة غير بعيدة منتدى ضخم لتسويق صفقة القرن .

ومن الضروري التمعن بعبارة قالها : ماذا لو وضعت القوات المسلحة اللبنانية في مواجهة مع حزب الله في لحظة ما او ظرف ما ؟ علما ان التحضير لمثل رد الفعل هذا من جانب الجيش على حزب الله يمكن ان يخدم كنوع من الردع .

ويضيف : نحن كنا ندعو القوات المسلحة اللبنانية للقيام بهذا الامر خلال الستة اشهر السابقة للازمة الحالية لاننا رأينا الازمة مقبلة .

لو حصل هذا واصطدمت القوات المسلحة اللبنانية مع حزب الله في ظل غياب اي مظلة سياسية محلية فماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة ؟؟ انتهى الاقتباس .

بعيدا عن التطبيل والتهويل والتحجيم والتقزيم او التفخيم والتعظيم ، يتطلب سؤال الضابط المخضرم الذي يتمتع بسجل مهم ومشرف في الجيش اللبناني وخصوصا اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982, يتطلب سؤاله الموجه الى الاميركيين جوابا، خصوصا ان المسائل التي طرحها كل واحدة منها محرقة وهي مجتمعة تشكل مولوتوف متفجر لا يريد احد رميه في ظرف حساس كالذي نعيش .

في وقت بدأت الادارة الاميركية تتبرأ من كلام العزيز جيفري كما يلقبه اصدقاؤه اللبنانيون وتعتبره زكزكة لدونالد ترامب وتمريكا على وزارة الخارجية الاميركية التي تتفرج والبيت الابيض على ما يحصل في لبنان، معتبرة ان شهادة فيلمتان تناقض سياسة الادارة الاميركية الداعمة للجيش اللبناني والثبات النقدي والاستقرار الامني ليس من باب الغرام والهيام والاهتمام بلبنان وانما لمنع تمدد نفوذ حزب الله وتنامي حضوره في لبنان اذا ما كبرت الازمة وصعب السيطرة عليها .

في وقت ذكرت الادارة بما قاله ديفيد شينكر خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل ان لا حجب للمساعدات العسكرية عن الجيش اللبناني بل مجرد دراسة ومراجعة لان قطع المساعدات برأي شينكر سيدفع بالجيش الى حزب الله وايران .

وبانتظار الاجوبة على مداخلة المنامة وشهادة فيلتمان فأن الحراك الاوروبي تجاه لبنان لم يتأخر في اعطاء اجوبة وابداء تصوره لمخارج محتملة لازمة لم تعد تحتمل المزيد من التوتر .

الموقف الاوروبي حتى الساعة يختصر بالاتي : حكومة تكنو -سياسية متوازنة وغير استفزازية – تحبيذ بقاء سعد الحريري في رئاسة الحكومة لكن من دون وجود اي ربط بين مسار سيدر او بقاء وعدم بقاء الحريري – لا فيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة .

هذا باختصار موقف اوروبا التي تجاهد وتكابد في وجه الاميركيين الذين لا يماشون الاوروبيين حتى الساعة على الاقل في مقاربتهم من دون ان يعني ذلك ان الاميركيين متشددين او متشبثين بمواقفهم وهذا ما ستكشفه الايام المقبلة في حين يؤكد معنيون بالمفاوضات الجارية على الخط الحكومي ان المرونة في النقاشات والطروحات هي لحماية السلم والسلام ولا تعني ابدا التخلي عن الثوابت والمسلمات وخصوصا التحالفات وما بني على صخرة التفاهمات لن تقدر عليه غيوم عابرة وسموم غادرة.