في الثالث عشر من تشرين الأول الماضي، لوح بقلب الطاولة شعبيا، لأن الوضع لم يعد يحتمل، والعرقلة باتت تفوق كل تصور.
يومها، كثيرون لم يصدقوا، علما أن موعد التحرك كان حدد ضمنا مع حلول الذكرى الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى جاءت تطورات السابع عشر من تشرين الأول لتقلب كل المعادلات، وتعيد خلط كل الأوراق.
أما اليوم، وبعد فشل جميع محاولات تشكيل حكومة جديدة تخرج البلاد من حال التخبط السياسي والشعبي، على وقع أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، وكخلاصة لجميع المواقف منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قرر التيار الوطني الحر قلب الطاولة سياسيا، مع التمسك بالميثاق، وليس من باب استهداف أحد، أو انطلاقا من منطق نكد ونكايات، بل كتعبير واضح وصادق عن اقتناع راسخ، بأن الاستمرار في النهج الذي أوصل البلاد إلى ما هي فيه اليوم، لن يكون مصيره إلا الفشل من جديد، ليصير الوضع برمته، فشلا على فشل.
وانطلاقا من هنا، أوجز رئيس التيار الوطني الحر الموقف على الشكل الآتي: اذا اصر الرئيس الحريري على مقولة “أنا أو لا أحد” وأصر “حزب الله” و”امل” على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، فنحن كتيار وطني حر، وكتكتل لبنان القوي، مع ترك الحرية لمن يريد من الحلفاء، لا يهمنا ان نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتما.
واضاف: لا نشارك لكن لا نحرض بل نقوم بمعارضة قوية وبناءة للسياسات المالية والاقتصادية والنقدية القائمة ونقوم بمقاومة منظومة الفساد القائمة منذ ثلاثين سنة والتي يريد البعض الاستمرار فيها من خلال استنساخ نفس الحكومة الفاشلة.
وتابع رئيس التيار: لا نشارك ولكن لا نمنع تشكيل الحكومة ولا نطلب ولا نضغط على أحد لعدم السير بها، ونعطي مقاعدنا للحراك اذا رغب أو لأشخاص جديرين بالثقة اذا لم يرغب.
وحرص رئيس التيار على التوجه الى الشركاء الحريصين على وجودنا اقتناعا منهم ان الحكومة من دوننا تفقد التوازن الوطني ولا تشكل اصلا، كما سماهم بالقول: فلنعد الى طرحنا الأساسي الذي تم رفضه وليعد الأفرقاء النظر بموقفهم… فنحن مستعدون لأن نضحي ليس بمقعد وزاري واحد بل بكل مقاعدنا لانقاذ البلد من الانهيار والفوضى… خذوا مقاعدنا ولكن اعطونا تصحيح السياسة المالية واقتصادا منتجا وتنفيذا لخطة الكهرباء ووقفا للهدر وقانونا يكشف الحسابات والممتلكات… “اكثر من هيك شو منقدر نعمل ونضحي لنخلص البلد”؟
ولم يفت رئيس التيار الرد بشكل غير مباشر على الحملات التي تستهدفه شخصيا بسؤال وحيد: لو كنت فعليا شريكا لمنظومة الفساد القائمة من 30 سنة لليوم، هل كنت تعرضت للاغتيال السياسي الذي اتعرض له اليوم من اركان هذه المنظومة؟
جبران باسيل قال اليوم كلمة التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي.
أما الساعات والأيام المقبلة، فلرصد مواقف الأفرقاء، علما أن الموعد المقبل يحل غدا مع إطلالة مرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.