ما هو البديل عن حكومة برئاسة حسان دياب؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل لبناني اليوم، على كل لبناني آخر، يتخذ موقفا سلبيا من التكليف، وينظر إلى التأليف بعين الريبة والحذر.
سياسيا، ما هو البديل؟ هل هو مجددا حكومة برئاسة سعد الحريري؟ وما الذي يمنع رئيس تيار “المستقبل” من معاودة لعبة زهرة المارغريت، التي تحدث عنها الرئيس ميشال عون من بكركي أمس؟ هل هو من جديد حكومة برئاسة شخص يسميه سعد الحريري؟ وماذا لو كرر رئيس “تيار المستقبل” لعبة حرق الأسماء، التي أسقطت سابقا ثلاثة أسماء؟ هل هو حكومة برئاسة أحد المنتمين مباشرة إلى قوى الثامن من آذار؟ وماذا سيمنع حينها اللاعبين الداخليين والخارجيين من اعتبار أي حكومة مباشرة حكومة “حزب الله”، من دون انتظار حتى التأليف، والانتقال فورا من الاتهامات الاعلامية الى اجراءات من نوع آخر؟
اقتصاديا وماليا، ما هو البديل؟ هل يحتمل البلد مزيدا من التدهور والقلق؟ هل يحتمل تأخيرا أكبر في محاربة الفساد، قضائيا وتشريعيا وعلى المستوى التنفيذي؟ هل يحتمل تعريض السيادة للخطر من خلال تشريع الابواب اكثر فأكثر على تدخلات خارجية، قد تنتهي إلى فرض شروط؟
عسكريا وامنيا ما هو البديل؟ ماذا عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة برا وبحرا وجوا؟ ماذا عن خطر الإرهاب الذي قد يطل برأسه من جديد في أي لحظة؟ وماذا عن خطر اللجوء والنزوح؟
أسئلة كثيرة، يفترض بكل لبناني أن يفكر بها مليا، قبل اتخاذ أي موقف مسبق، سلبيا كان أم إيجابيا.
وفي الانتظار، لا يزال العمل مستمرا على بلورة صيغة حكومية تعيد الثقة، لتتمكن من اتخاذ ما يلزم من تدابير، حفاظا على ما تبقى، بعد ثلاثين عاما وأكثر من السياسات الخاطئة، المعطوفة على نسبة متنامية من الهدر والفساد.