IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 12/01/2020

لم يتمكن الرئيس المكلف حسان دياب، حتى الساعة، من تخطي عتبة الأسماء وعقبة الانتماء في توليفته المنتظرة. بدأ بعناصر قوة وإسناد متمثلة بدعم غير مباشر من المجتمع الدولي، وتأييد مباشر من أطراف مؤثرة سمته ومدته بمقومات مواجهة ومجابهة، إضافة إلى عامل أساسي وهو حاجة جميع اللبنانيين، باختلاف مشاربهم ومضاربهم، إلى حكومة انقاذ توقف الانحدار والانهيار.

بعد اغتيال قاسم سليماني تغير المشهد وقد يتغير أكثر. لم تكن حكومة التكنوقراط مطلوبة ومرغوبة، لأنها قد تؤدي إلى مواجهة داخلية، لكن حكومة سياسية مطعمة باختصاصيين قد تكون المخرج والمنفذ في وضع اقليمي متوتر ومتفجر، وقد تصلح لأن تكون حكومة مواجهة للتحديات الناشئة عن ارتفاع منسوب الغليان في منطقة تعيش على فوهة بركان. ولعل أكثر المؤشرات دلالة على هذا التوجه، يكمن في موقف الرئيس نبيه بري المتمسك بحكومة وحدة وطنية، أسماها حكومة لم الشمل لتكون قد الحمل والثقل.

تبين للرئيس المكلف، بعد قرابة الشهر، أنه بالغ في الرهان على استمالة الحراك الشعبي، الذي لم يقابل احتضانه له بالموقف المناسب، وأنه استحضر أسماء ووجوها عفا عليها الزمن وطواها النسيان ومحتها الأيام من لوح ذاكرة اللبنانيين، لأنها أصلا لم تنجز ما يحفظها في الذاكرة والدنيا والآخرة.

لكن الثغرة الكبيرة التي عمل الرئيس المكلف جاهدا لسدها، تمثلت في سور السنة العظيم الذي ارتفع في وجهه، من الرئيس سعد الحريري إلى المفتي دريان، إلى رؤساء الحكومة السابقين المهجوسين والممتعضين من دخول وافد جديد إلى ناديهم، إلى القاعدة السنية التي لا تنظر إليه نظرتها للحريري، إلى غياب أي دعم أو موقف من أي دولة عربية أو خليجية.

وفي سياق متصل، علمت ال otv أن موقفا نوعيا متقدما لتكتل “لبنان القوي” سيعلن عنه الثلثاء المقبل، بعد اجتماعه برئاسة الوزير جبران باسيل. وأن هذا الموقف سيأتي نتيجة متابعة متأنية لما جرى في الأسابيع والأيام الماضية، وثمرة مراجعة واقعية وعملية للأحداث والمواقف التي رافقتها وواكبتها.

في هذا الوقت، يستمر التفلت النقدي بلا ضوابط ولا قيود ولا حدود، في ظاهرة غير مسبوقة من انعدام المسؤولية وغياب الشفافية، وسط معلومات عن تواطؤ وصفقات وسمسرات مغطاة بعباءات وغض طرف، لتحقيق أرباح غير شرعية ومضاربات غير قانونية وأخلاقية بحق الليرة اللبنانية.

وإلى أن يحين أوان المحاسبة التي استحالت والاجراءات التي طالت، فرمل السيد حسن نصرالله اندفاعة تسريبات وسيناريوهات ترسم مخارج هادئة وباردة، لأزمة متفجرة سببها اغتيال الفريق قاسم سليماني، وأن المفاوضات الإيرانية- الأميركية آتية، فأكد أن الرد الإيراني بداية وليس نهاية، وأن الأمور بخواتيمها، وأن الخواتيم لن تكون كما في الأفلام- سعيدة- بل بعكس ما تخطط له واشنطن، وأن المرحلة المقبلة ستبين ذلك.