رئيس الحكومة المكلف مجددا في بعبدا، لكن الحكومة مجددا أمام إرجاء جديد. أما اللبنانيون، فحائرون: لا هم أصلا مع الطبقة السياسية، التي أوصلت غالبيتها العظمى أوضاع البلاد إلى ما هي عليه، ولا هم مقتنعون في المقابل بمظاهر الشغب، ولا بالقوى التي تسلقت على الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، لحرفها عن مسارها الأساسي، المطالب بالعودة إلى الاستقرار الاقتصادي والمالي، والبدء جديا بمحاربة الفساد، كمدخل فعلي إلى بناء دولة.
وفي غضون ذلك، وفيما وصف لقاء الساعة ونصف الساعة في بعبدا اليوم بالإيجابي، على أمل أن يترجم قريبا بولادة الحكومة، يترأس رئيس الجمهورية ظهر الغد، اجتماعا أمنيا، يحضره وزيرا الدفاع والداخلية، إلى جانب قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، علما أن قائد الجيش تفقد اليوم غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي.
وفي الملف الحكومي، لفت اليوم استغراب “التيار الوطني الحر” كل كلام عن “أثلاث” في عهد الرئيس ميشال عون، سائلا أين وكيف استخدم أي “ثلث” خلال السنوات الثلاث الماضية؟. وفي السياق عينه، أكد “التيار” مرة جديدة أنه لا يسعى في هذه الحكومة إلى أن يتمثل بأي وزير، وأن سيرة الأسماء التي دعمها أو وافق عليها حسنة، ومشهود لها بكفاءتها، كما أن لا ارتباط سياسيا لها بعلم الجميع.
وفي رد على تهويل البعض على اللبنانيين بالدم، رأى “التيار” أن من يتنبأ بالدماء هو نفسه من يحضر لها بالتحريض الطائفي والمذهبي وبالتسعير الميداني وبالتمويل المشاغب.
وفي المواقف من الشأن الحكومي، دعوة جنبلاطية إلى الجميع للحوار، وأخرى وهابية إلى “حزب الله” لحسم الأمر مع “المتغنجين”، في مقابل تغريدة بارزة للواء جميل السيد، جاء فيها أن “حزب الله” بذل كل ما يمكنه للتوفيق بين الأفرقاء، وطالما أن لا أحد جاهز للتضحية في سبيل الناس والبلد، آن الأوان لتنفض المقاومة يدها، وتترك الوسخ السياسي في أيدي أصحابه، على حد تعبير جميل السيد.