IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الخميس في 06/02/2020

بعد 14 عاما… لبنان اقوى

بين 5 شباط 2006 و5 شباط 2020، تغير الزمان والمكان، وبقي المضمون هو إياه.
في 5 شباط 2006 كانت غزوة الأشرفية، وفي 5 شباط 2020 وقع إشكال كسروان.
أربعة عشر عاما… ومحاولة إذكاء نيران الفتنة الطائفية مستمرة.
الجواب عام 2006 كان بتفاهم مار مخايل في 6 شباط.
والجواب عام 2020 كما في كل عام، سيبقى لبنان الواحد بشعبه المتنوع المتفاهم.
أما ما بين كسروان العاصية وعاصمة لبنان الثانية، فأقوى وأمنع وأصلب من أن يعكره اعتداء مستنكر من هنا، ورد فعل مرفوض من هناك.

بمناسبة الحديث عن 6 شباط وتفاهمه الشهير، قد يكون فات كثيرين، تحت وطأة التشويه المستمر، أن بنوده العشرة لا تزال صالحة، وكأنها كتبت لليوم.
ففي الحوار، دعوة إلى مشاركة الأطراف ذات الحيثية السياسية والشعبية والوطنية، بالاستناد الى إرادة ذاتية، وقرار لبناني حر وملتزم.
وفي الديموقراطية التوافقية، تأكيد بأنها التجسيد الفعلي لروح الدستور، ولجوهر ميثاق العيش المشترك.

في قانون الانتخاب، دعوة إلى تمثيل صحيح وعادل، قد تكون النسبية من أشكاله الفعالة، وهو ما حصل، وكلام عن تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولا الى قيام المجتمع المدني. أما الأبرز، فتشديد على تمكين اللبنانيين المقيمين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما حققه القانون الانتخابي الأخير.
المفقودون في الحرب واللبنانيون في فلسطين المحتلة لم يغيبا. وفي المسألة الأمنية، ادانة للاغتيال السياسي ودعوة للإصلاح الامني، مع التشديد على ان الإجراءات يجب أن لا تتناقض مع الحريات.

في العلاقات اللبنانية السورية، دعوة الى استخلاص العبر وتبادل التمثيل الديبلوماسي، وهو ما بات في حكم المحقق.
وفي العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، تشديد على ان حق العودة أساسي ثابت، وأن رفض التوطين يجمع عليه اللبنانيون ولا يمكن التراجع عنه بأي شكل من الأشكال.
في حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته، دعوة الى حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون وينخرطون فيها.

أما أهم البنود ذات الصلة بالوضع الراهن، فبناء الدولة، مع التنبيه إلى ان عامل الوقت بات مميتا، ما يتطلب معالجات حكيمة وسريعة، تستخدم الوقت لمصلحتها، بدل أن يستخدمه الفاسدون لمصلحتهم.
ولبناء الدولة وفق نص التفاهم خارطة طريق واضحة، تبدأ بالاستقلالية التامة لمؤسسة القضاء واحترام عمل المؤسسات الدستورية، وتستكمل بمعالجة الفساد من جذوره، حيث ان المعالجات الظرفية والتسكينية لم تعد كافية، بل باتت مجرد عملية تحايل تقوم بها القوى المستفيدة من الفساد لإدامة نهبها لمقدرات الدولة والمواطن معا… وهذا ما يتطلب، ودائما وفق نص التفاهم: تفعيل مؤسسات ومجالس الرقابة والتفتيش المالي والإداري، وإجراء مسح شامل لمكامن الفساد، تمهيدا لفتح تحقيقات قضائية تكفل ملاحقة المسؤولين واسترجاع المال العام المنهوب، إلى جانب تشريع ما يلزم من قوانين تسهم في محاربة الفساد، فضلا عن العمل على إصلاح إداري عبر تفعيل دور مجلس الخدمة المدنية وقيامه بصلاحياته الكاملة…

في المحصلة، ثبت ان 6 شباط 2006 لم يكن تحالفا مسيحيا شيعيا ضد السنة، بل تفاهم وطني يتسع لجميع المكونات والناس، من المستقبل إلى القوات وما بينهما وقبلهما وبعدهما… وهو لم يكن أيضا مدخلا إلى المثالثة بل جدد المناصفة والميثاق واعاد التوازن، كما انه لم يفرض التشادور ولم يطبق ولاية الفقية كما لفق وروج، بل ساهم في تكريس الاستقرار السياسي وحماية لبنان من العدوين الاسرائيلي والارهابي.
يبقى أن لكل 5 شباط فتنوي بين اللبنانيين، 6 شباط تفاهمي بينهم… وشعب لبنان دائما أقوى من الفتنة.
وعدا عن ذلك، انشغل اللبنانيون اليوم باقرار البيان الوزاري حكوميا، بإصرار رئاسي محوره بند عودة النازحين، مع الاشارة الى ان المجلس الاعلى للدفاع ينعقد غدا في بعبدا.