في وقت يصر البعض على تشتيت جهود الحراك الشعبي بأعمال الشغب، بدل التركيز على التحركات الهادفة، على غرار ما جرى اليوم أمام مجلس الإنماء والإعمار… يواصل ثلاثي المستقبل والاشتراكي والقوات، إلى جانب سائر القوى غير الممثلة في الحكومة، ولو من دون الإعلان عن تحالف رسمي، التحضير للانقضاض عليها، على رغم المواقف المعلنة للبعض بوجوب منحها فرصة…
فتيار المستقبل الذي أعلن نقل إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري من مجمع البيال إلى بيت الوسط، أطلق حملة دعائية عبر مواقع التواصل، تستبطن هجوما على العهد والحكومة والتيار الوطني الحر، في وقت نقل موقع “مستقبل ويب” عن مصادر نيابية، أن كتلة المستقبل تتجه الى حجب الثقة عن الحكومة لعدة أسباب أبرزها أن البيان الوزاري لا يلبي متطلبات المرحلة واستحقاقات ما بعد 17 تشرين، وكأن التيار الأزرق غير معني أبدا بسياسات تعود إلى عام 1992، كان لها الأثر الأول والأكبر في ما وصلنا إليه اليوم…
أما الحزب التقدمي الاشتراكي، فسلم قيادة الجبهة مباشرة للنائب السابق وليد جنبلاط، الذي يطلق يوميا من خلف متراس “تويتر”، رشقات سياسية في اتجاه الوزير جبران باسيل، ولو من دون تسمية. فبعد مسألة النازحين السوريين أمس، تصعيد كهربائي اليوم، حيث غرد بالقول: لقد نجح المتسلط الأول على قطاع الكهرباء ومن وراءه في الظل من شركاء وشركات متعددة في فرض البيان الوزاري كما هو بالرغم من محاولة اعتراض خجولة من بعض الوزراء لمحاولة الإصلاح المطلوب..
أما قواتيا، فلفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم إلى أن البيان الوزاري لحكومة “مواجهة التحديات” يقع خارج الزمان والمكان ويمثل فشلا ذريعا، مضيفا انّ البيان فضفاض ويصلح موضوع إنشاء لطلاب صف ابتدائي لكنه يحظى بعلامة 3 على 10…
لكن في مقابل الرفضية المطلقة والسلبية الكاملة… على الضفة المقابلة، واقعية وثقة بالنفس.
ففيما شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال ترؤسه اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، على اهمية ضبط الوضع الامني للمحافظة على الاستقرار والسلم الاهلي من جهة، وعدم التهاون مع اي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقارها الرسمية من جهة اخرى، دعا رئيس الحكومة حسان دياب خلال لقاء بوفد من تجمع سيدات ورجال الاعمال الى هدم الجدار الذي يخنق لبنان، ويعطل دورته الاقتصادية، ويتسبب بأزمات اجتماعية ومعيشية وببطالة ونقص حاّد بالسيولة.
اما من وزارة المال، فرسالة واضحة من البنك الدولي نقلها مدير دائرة المشرق فيه، مفادها أنه يمكن للبنان تخطي هذه الأزمة ولكن ذلك يتطلب ارادة سياسية قوية وخطة عمل محددة زمنيا وهذا ما يتوقعه البنك الدولي من هذه الحكومة الجديدة.
ولما سئل: “ما الذي تريدونه من هذه الحكومة مقابل تقديمكم المساعدة للبنان او اعطاء قروض ميسرة؟ أجاب:”على الحكومة اللبنانية تقديم برنامج اصلاحي طموح يبدأ بمعالجة المسائل المالية وتلك المتعلقة بالقطاع المصرفي، بالاضافة الى البنى التحتية، خاصة على صعيد قطاع الكهرباء.
وعن تسديد لبنان سندات اليوروبوند في شهر آذار، اجاب: يعود اتخاذ هذا القرار الى الحكومة.
وردا على سؤال عن استنباط حلول من دون فرض تدابير مؤلمة؟ اكد ان البنك الدولي يقدم دائما المساعدة ولن يقوم بأي شيء يؤذي الناس الأكثر فقرا.