تيار “المستقبل”، “الحزب التقدمي الاشتراكي”، “القوات اللبنانية” و”المردة” وآخرون، جميعهم وافقوا في مجلس الوزراء على خطة الكهرباء، ولاسيما في الحكومة الأخيرة. لكنهم جميعا أيضا بذلوا كل ما في وسعهم، لا لتطبيقها، بل للعرقلة، وها هم اليوم يخطون خطوة إضافية نحو ضرب القطاع والتمديد لمافيات المولدات، ضاربين عرض الحائط آراء البنك الدولي وجميع الاستشاريين والاختصاصيين الذين أثنوا على الخطة أو ساهموا في وضعها على مر السنين منذ صيغتها الأولى عام 2010، ولهذا السبب بالتحديد، وصلنا إلى عام 2020، وأزمة الكهرباء لم تنته فصولا، وفق ما تؤكده أوساط سياسية للـ OTV.
وإذا كان جديد المواقف في هذا الاطار، إعلان النائب السابق سليمان فرنجية منح الحكومة الثقة، ليس بناء على خطة الكهرباء المقترحة، بل انطلاقا مما تمثله في السياسة، فالأوساط السياسية عينها تعلق عبر الـ OTV، بالاشارة إلى أن القوى التي لا تريد أي إصلاح بدأت بإطلاق النار باكرا على الحكومة، من داخلها وخارجها، من باب التزامها خطة الكهرباء أولا، وكذلك من باب إعلانها ثانيا أن كلفة النزوح السوري عالية ما يحتم العمل على العودة الآمنة، وهذه مشكلة أساسية كانت ولا تزال قائمة مع “المستقبل” و”الاشتراكي” و”القوات” تحديدا، إذ لم يسمح هؤلاء سابقا بانعقاد مجلس الوزراء لإقرار خطة العودة.
ومن هنا ربما هجوم النائب السابق وليد جنبلاط على وزير الخارجية ناصيف حتي قبل أيام، ومن هنا أيضا سائر الهجمات التي ستزداد.
أما على ضفة تكتل “لبنان القوي”، فتؤكد معلومات الـ OTV أن الاتجاه هو لمناقشة البيان الوزاري بروح إيجابية، على أن تكون للتكتل كلمة وصفت بالواضحة والنوعية من الشؤون المالية والنقدية، مع التحذير من تطيير النصاب أو عدم منح الثقة، لما لذلك من تداعيات يتحمل مسؤوليتها الغائبون والمحجمون، إلى جانب من قد يقطع الطرق.
واليوم، كشف الرئيس العماد ميشال عون لمجلة Valeurs Actuelles الفرنسية، اتخاذ كافة الاجراءات المالية الصارمة من أجل إعادة النهوض الاقتصادي، وقال: لأجل ذلك نحن لسنا بحاجة إلى مساعدة استثنائية، بقدر ما لنا الحق في ان نستعيد جزءا من ال25 مليار دولار التي تكبدها لبنان من جراء هذه الحرب والنزوح السوري إليه، من قبل الدول التي أشعلت الحرب في سوريا، فالسوق الاقتصادي اللبناني صغير الحجم، وهو ينهك بسرعة إلا أنه سريعا ما ينهض من كبوته.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هناك عددا من الدول قد أعربت عن رغبتها في مساعدة لبنان، وفي مقدمها فرنسا، كاشفا أنه خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينه وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عمد الرئيس الفرنسي إلى تهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة. وأكد الرئيس عون أنه سيكون لنا حديث آخر في الأيام القليلة المقبلة.
ولما سئل عما إذا كان لبنان يخشى أن يكون ضحية التجاذبات بين ايران والولايات المتحدة الأميركية بواسطة “حزب الله”، أجاب: الجميع يعتقد أن “حزب الله” سيتدخل في حرب بين الطرفين، لكنني أضمن شخصيا أن “حزب الله” سيحترم القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وإلى جانب جلسة الثقة، الأسبوع المقبل على موعد مع الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، التي نقلها المنظمون من ال”بيال” إلى “بيت الوسط”، خشية قطع الطرق، على ما كشف النائب السابق مصطفى علوش، وهي مناسبة يؤمل أن تبقى في اطارها الوطني الجامع، لا أن يعاود البعض استثمارها لغايات التحريض السياسي، على قاعدة طائفية ومذهبية.