IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 10/2/2020

تتهيأ الحكومة لنيل الثقة في جلسة غاضبة في الداخل وصاخبة في الخارج، وفق ما يؤشر إليه المصلحون الجدد الذين يعز عليهم فراق الحكومة، فأعلنوا ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس يعاونه- مع اختلاف الأزمنة طبعا- علاقة لبنان وفينيقيا مع تحوير في الشعار: فاقة بعد عز وجوع بعد شبع.

ولكي يكتمل الحلف الثلاثي الذي أثخن يوليوس قيصر منذ ألفي عام بالخناجر، على وقع الطعنات وايقاع اللعنات، يحشر مازاران عصره نفسه بين سبارتاكوس وعلاقة، وبهذا يخطو لبنان إلى الامام بقيادة الحلف المقدام الهمام إلى بوابة المستقبل الرغيد والرخاء الأكيد.

غدا يناقش أكابر الثروات وأصاغر النزوات البيان الوازي، ببلاغة ميرابو وعناد روبسبير وشراسة دانتون ودهاء لاروشفوكو وذكاء تاليران وثقافة لامبروزو وجبروت ديغول. هؤلاء كانوا مبعدين مهمشين مضطهدين طيلة 3 عقود وعدة عهود، ولم يحصلوا على قطعة ولو صغيرة من قالب الحلوى، ولا من فوائد الأربعة وأربعين، ولا أموال المهجرين ولا مجلس الانماء والاعمار، ولا صفقات الفيول واحتكارات المحروقات، ولا النفايات والاتصالات ولا الميكانيك ولا النافعة ولا الضارة، ولا التاتش ولا الردم البحري والنهب الرملي، ولا الهندسات المالية والتبعات الكارثية، ولا وضع اليد على الأملاك وتحويل إرث الآباء إلى هباء، ولا الكسارات والمقالع والمرامل ورخص الموت وإهلاك الأرض وتدنيس الهواء، ولا إلى جعل كل البلد محمية للأزلام والخدام.

غدا سيجتمع هؤلاء، ويقولون في الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري، ما لم يقله المتنبي في كافور والرومي في عمرو. كل ما كان معهم كان مقبولا ولو بالباطل والكذب والوقاحة، وكل ما سيكون من دونهم ومن بعدهم سيكون مرذولا مهولا مجهولا، فقط لأنهم مع حسان دياب صاروا خارج الباب. فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا ثقة للناس به بالأمس واليوم، لا يستطيع أن يمنحها غدا.