IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 25/02/2020

سنونوة واحدة لا تصنع الربيع، السفير السوري يزور رئيس الحكومة والسفير السعودي ما زال مستنكفا كي لا نقول مقاطعا.

قطر توجه دعوة للرئيس دياب لزيارتها والرئيس دياب لم يتلق دعوة لزيارة السعودية ولا احد يجيب على مساعيه المستمرة لبث الحرارة في الخطوط الباردة ولا في تأكيد حسن النية والثبات في العلاقة مع مملكة المرجعية لشريحة مهمة في النسيج المجتمعي اللبناني.

ايران اول دولة اجنبية تهنىء الحكومة شخصيا عبر ايفاد شخصية بارزة هي السيد علي لاريجاني والدول العربية مجتمعة تنأى بنفسها عن مجرد مد اليد لحسان دياب للمصافحة وكأن حكومته تحمل فيروس الكورونا.

الولايات المتحدة لا تعبأ بحكومة حسان دياب رغم انها معبأة بالبروفيلات الانكلوفونية حتى ان المغالين يذهبون الى حد القول ان الثلث المعطل في هذه الحكومة تملكه واشنطن وليس حارة حريك التي تعتبر ان تجربة البنك الدولي الذراع المالية الضاربة للولايات المتحدة حيث لا تنفع السياسة ولا البندقية هي – اي التجربة – هي بداية تدويل للازمة الاقتصادية المالية اللبنانية، ما سيؤدي الى تداعيات كارثية على المواطن لجهة تداعيات تنفيذ وتطبيق شروط البنك الدولي في القطاع العام والكهرباء والمحروقات وتحرير سعر الدولار والمس بالنظام التقاعدي.

لكن الخشية الاكبر التي هي في الاثمان السياسية التي سيدفعها لبنان والمقاومة من جراء تدويل الاقتصاد والمال مثل الخصخصة وهيكلة القطاع المالي والمصرفي وتصاعد العقوبات على الحزب وربطها برفع وتيرة التدخل كلما اقترب الوضع الاقتصادي في لبنان من حافة الانفجار الشعبي الكبير.

سنونوة واحدة لا تصنع الربيع، باريس تسعى لان تكون الام الرحوم هذه المرة ولاسباب وخلفيات عدة: لمنع واشنطن من التحكم والتفرد بمصير لبنان، لابقاء سيدر حيا يرزق وبالتالي الابقاء على موطىء القدم الفرنسي وعدم ترك الساحة لاميركا، لمنع سقوط لبنان في المجهول والمصير المهول اذا ترك حبل النازحين على غاربه وفلت الملق من الشواطىء اللبنانية الى الحدود الاوروبية.

لكن باريس – ومع ذلك – تحاذر الاصطدام بالعم سام او محاولة وقف الترومبة التي تضخ تهديدات الى القارة العجوز وتضج تعنيفات على الذين بنوا اميركا – نعني الاوروبيين .
باريس لا توجه دعوة لرئيس الحكومة لزيارتها وهي الاقرب للبنان والابعد عن حسان ولو مكرهة ومرغمة حفاظا على مصالح مع الخليج ودور في المنطقة برضى الاميركيين وحصة في شمال افريقيا بالتوافق مع السوخوي وال اف 16 في وقت تقبع الايتندار والرافال على سطح الحاملة كليمنصو في وضعية الانتظار الطويل.

سنونوة واحدة لاتصنع الربيع. الدرب طويلة وصعبة ورحلة ازالة الالغام تبدأ بالتخلي عن الاوهام والاحلام والعودة الى ارض الواقع او سيكون على اللبنانيين مواجهة الامر الواقع.