صورة مسار التأليف بعد أكثر من شهرين على الانتخابات النيابية والتكليف تختصر كآلاتي:
أولا: العقد على حالها والحلحلة من هنا يقابلها تشدد من هناك.
ثانيا: واقع الأحجام يصطدم بلاواقعية الأوهام، وإصابة بعض من خاض الانتخابات الأخيرة بعوارض التورم الاصطناعي وأعراض الانتفاخ السياسي.
ثالثا: الرئيس المكلف ينتظر ولا يعتذر، ويسعى للحفاظ على أفضل العلاقات مع رئيس الجمهورية من دون ان يخسر الدعم السعودي.
رابعا: رئيس الجمهورية يمهل ولا يهمل، ويرى ضرورة التعجيل في تشكيل الحكومة التي يعتبرها حكومة العهد الأولى فعليا، وتكون حكومة الإنجاز لا الابتزاز، حكومة الأفعال لا الإنفعال، حكومة محاربة الفساد وليس إفلاس البلاد.
خامسا: تنسيق نيران ومحاولات التفاف فاشلة على العهد وسيده بهدف تطويقه خارجيا وداخليا وإضعاف انجازاته وضرب حقيقة “الرئيس القوي” وتحويله رئيسا عاديا، وتزامنا إطلاق الشائعات لإحباط المعنويات من طريق الترويج لانهيار اقتصادي وانتكاسة مالية وانتفاضة اجتماعية تعيد إلى الأذهان فترة الثمانينات المنحوسة وبداية التسعينات المنكودة عندما لعبت الأيادي السود بقرش اللبنانيين الأبيض.
لكن، في مقابل كل ما سبق، ثمة حقيقة يجب التذكير بها لمن نسي أو تناسى وهي ان من لم يتراجع عندما كان في الرابية رأس حربة في المواجهة والحق، لن يتراجع اليوم وهو في بعبدا على رأس الجمهورية.