كلمات ثلاث تصدرت ذات يوم “النشرة اللبنانية” التي كانت تصدر عن مكتب العماد ميشال عون من منفاه الفرنسي، ويوزعها التيار الوطني الحر في لبنان… لكنها-اي الكلمات الثلاث- لم تكن يوما مجرد عنوان لمقال، بل شكلت مسيرة حياة، وطبعت مسار نضال.
فكما في استرجاع السيادة، واستعادة التوازن، وتحرير الجرود، وإقرار قانون الانتخاب، ومنح المنتشرين حق الاقتراع، وتكريس الانتظام المالي بإقرار الموازنات بعد أعوام من التغييب، وغيرها من الملفات… كذلك في ملف النفط والغاز:
في البداية، يوصف صاحب الحلم بالمجنون.
ومع الوقت، يواجه إقدامه بالعرقلة.
أما في النهاية، فيؤدي تمرده على الواقع السيء إلى التغلب عليه، ليتحول الحلم إلى حقيقة… وهذا ما جرى اليوم بالتحديد في ملف التنقيب…
فبين عامي 2010 و2020، كلهم قالوا عن صاحب الحلم “مجنون” وجميعهم فعلوا المستحيل ليعرقلوه… أما في النهاية، فبات السابع والعشرون من شباط 2020 “يوما تاريخيا وسعيدا للبنان، لأن بداية اي مشروع كبير تعتبر بداية تاريخية”، كما أكد رئيس الجمهورية، مطلقا التنقيب عن النفط والغاز في بحر لبنان من على متن الباخرة المخصصة لذلك… أما رئيس الحكومة حسان دياب، فاعتبر بدوره ان هذه الخطوة تشكل املا في تجاوز لبنان للازمة الاقتصادية، قائلا: “اننا نحفر اليوم مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهرا ويطوي صفحات الاحباط.