Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 09/03/2020

شعارات براقة… لأهداف باهتة

على ضفة الحكومة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد كورونا، والمفاوضات في موضوع اليوروبوندز، والانطلاق جديا في تطبيق الإصلاحات التي لا مفر منها.
أما على سائر الضفاف، وما أكثرها، فمعارك القوى القديمة أو المستجدة كثيرة، وأصواتها تتداخل، حتى كاد ضجيج التخبط يغطي على صوت الصرخة الموحدة المطلوبة في برية الأزمة الموروثة منذ ثلاثين سنة وأكثر.

ففيما رئيس الحكومة يقدم مطالعة شاملة علمية دقيقة لمعالجة موضوع الدين العام مثلا، يلتزم أحد المسؤولين السابقين، الذين يتحملون مع فريقهم السياسي مسؤولية تاريخية عما آلت إليه الأمور، الصمت المريب.
وفيما وزير الصحة منهمك مع الحكومة، بتوفير الامكانات وتنسيق الجهود للحد من خطر وباء يجتاح العالم على لبنان، يصر أحد رؤساء الأحزاب على المكوث منتظرا الفرج، في سجن الانقسام السابق بين 8 و14 آذار، بينما يهوى بعض أعتق أولياء السلطة في لبنان التسلية بين حين وآخر بتويتر، سائلين عن إصلاح تجاهلوه منذ عام 1984 على الأقل، وقلقين على قطاع كهرباء لم ترحمه كارتيلاتهم النفطية الشهيرة، ومترحمين على صناعة لم يدعموها، وعلى حدود أهملوها عقودا، ومبدين حرصا على تشكيلات قضائية لم يرضوا يوما إلا بالمحاصصة طابعا غالبا فيها… والأبرز، كلامهم عن انتقام من طبقة سياسية، لم يعرف أكثرها يوما إلا الانتقام من الوطن والمواطنين، سبيلا لتأمين ديمومته في الحكم، متخذا من الشعارات البراقة غطاء لأهداف صارت باهتة مع الايام.

لكن، مهما يكن من أمر، لا مناص من العمل للإنقاذ، ومن التفاف وطني عارم حول القائمين به، طالما تحقيق الهدف لا يزال ممكنا، بناء على المعطيات العلمية الواقعية، وبعيدا من سياسات المصالح الشخصية والفئوية، التي سئمها اللبنانيون.