Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 14/03/2020

لأن مهمة القوى الحية في المجتمعات، ومنها التيارات والأحزاب، لا تقتصر على “تهبيط الحيطان”، وفق السياسة المعتمدة باستمرار من بعض الأفرقاء، جاءت كلمتا الأمين العام ل”حزب الله” أمس ورئيس “التيار الوطني الحر” اليوم، لتضعا النقاط على حروف المواجهة المطلوبة وطنيا مع فيروس كورونا، من خلال تحفيز الناس على المقاومة الصحية، عوض الاستسلام للقلق والخضوع للخوف، لأن الانتصار في المعركة ممكن وحتمي. على أمل ان تحذو سائر القوى حذو “حزب الله” و”التيار” في هذا السياق.

فبعد التوجهات التفصيلية التي تناولها السيد حسن نصرالله أمس، كان “التيار الوطني الحر” بشخص رئيسه جبران باسيل اليوم، وإثر اجتماع الكتروني للمجلس الوطني في “التيار”، يعلن حال الاستنفار، مطلقا لجنة طوارئ ستعمل على عشر نقاط محددة، مع التزام مرجعية الدولة وحدها في ادارة الأزمة، معيدا إلى الذاكرة تجرية “التيار” إبان حرب تموز 2006، حيث نجح بنشاط شاباته وشبابه في تحويل المآسي إلى عوامل قوة كثيرة، كان لها فضل في تعزيز التماسك الداخلي، تمهيدا للانتصار.

وفي غضون ذلك، لا صوت يعلو فوق أنين اللبنانيين في زمن كورونا، الذي قطع الأوصال وأعادنا إلى دوائر الحجر المنزلي بشكل لم نعرفه طوال عقود تخللتها سنين من الحرب.

غير فيروس كورونا كل المنظور، حتى أن من كان في الأمس القريب مستهزئا بالاجراءات الحكومية التي أدخلت البلاد في شبه حالة طوارئ، بات اليوم مطالبا بوضع حد لما تبقى من مظاهر طبيعية للحياة عبر الاعلان عن حال طوارئ كاملة.

فبماذا سيخرج مجلس الوزراء بعد جلسته الاستثنائية غدا، التي يليها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع؟، علما أنه وفي مستهل الجلسة الحكومية الاستثنائية، سيوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة إلى اللبنانيين يتناول فيها التطورات المتعلقة بمكافحة وباء الكورونا والاجراءات التي ستتخذ في هذا السياق.

فهل ترضي الاجراءات جوقة المزايدين على الحكومة ورئيسها، أم يواصلون سياساتهم المعتادة، القائمة على التفرقة في زمن أحوج ما نكون فيه إلى الجمع والتضامن، بعيدا من السياسة، كما دعا باسيل اليوم؟.

في كل الأحوال تفيد المعلومات المتوافرة حتى الساعة، عن اتجاه إلى اقفال المؤسسات العامة والخاصة لمدة أسبوع كامل، كخطوة جديدة للحد من الانتشار السريع للفيروس الذي أرعب اللبنانيين والعالم على حد سواء، فلا يتحول لبنان إلى بؤرة موبوءة، كما هو الحال في بعض أوروبا التي استهتر بعض قادتها ومواطنيها بالخطورة المتأتية عن كورونا فأتت النتيجة صادمة.

إنه كابوس كورونا يشغل الجميع، ومنهم أيضا الرئيس الأمركي دونالد ترامب الذي خضع لفحص خاص بعيد تشديده على أن لا عوارض لديه، في وقت يتوالى إعلان كبار المسؤولين في أوروبا والعالم عن اصابتهم بالفيروس، وآخرهم وزيرة الزراعة الفرنسية.