IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 27/03/2020

ما أرهب هذه التجربة،الأرقام مرعبة: خمس وعشرون ألف وفاة حول العالم حتى الآن، وألف وفاة في إيطاليا وحدها اليوم، في أسوأ حصيلة يومية منذ انتشار المرض.

أما الولايات المتحدة، فباتت في الصدارة من حيث عدد المصابين…

فيروس لا يرى ولا يلمس ولا يسمع، قال رئيس الجمهورية اليوم. في أقل من شهر، أركع البشرية قاطبة: طال الجبابرة والمتبجحين، وتساوت أمامه الأمم والشعوب… وهذا الانسان الذي يعتبر أنه بلغ ذروة التقدم والتطور، وأنه رأس ما خلق الله على الأرض، وجد نفسه، وفي لحظة من الزمن، فريسة لغير المرئي هذا. ربي، قال رئيس البلاد، ما أرهب هذه التجربة التي أخضعته لها، وما أبلغها من درس عسى أن يتعلمه.

التجرية مريرة بلا شك. أما الدروس، فثمة من تعلمها، وهناك من يكابر… يكابر على المرض الصحي، ويكابر على المرض السياسي.

المكابرة الصحية، يعيشها من لا يزال يستخف بالاجراءات، او يخفي المرض. المرض الذي لا يمكن ان يكون عيبا. فالعيب، كل العيب، هو في إخفائه، لأن في الامر ما يمكن أن يلحق ضررا بكثيرين، وهذه الحالة بالتحديد، ينبغي ان يتنبه لها جميع اللبنانيين اليوم، بعد تجربة سيئة حدثت في الايام الاخيرة… علما أن وزارة الصحة، التي يشكر لها جميع اللبنانيين ما تبذل من جهود، مطالبة بإبلاغ البلديات بالمصابين من ضمن نطاقها، لتتخذ ما يلزم من اجراءات.

اما المكابرة السياسية، فخير من يجسدها اليوم، ثلاثي غير مرح، يهوى المزايدة السياسية والمناكفات، حتى في زمن الازمات.

فهل يدرك هؤلاء يوما، ان هم الشعب حتى قبل كورونا، صار في مكان آخر، فكيف اليوم، والقلق على الحياة، والمستقبل والمصير… هو وحده الهم؟

حقا، ما أرهبها هذه التجربة، وما أبلغها الدروس، التي لم تستخلص بعد.