شعرة، أو خيط رفيع. هذا هو الفرق، كل الفرق، بين المزايدة السياسية من جهة، والحرص على لبنانيي الانتشار من جهة أخرى.
وما بين منطقي المزايدة والحرص، تراوحت مواقف معظم القوى السياسية اليوم من الملف. وللرأي العام وحده الكلمة الفصل، فيما الأنظار نحو الحكومة، لرصد خطواتها العملية المقبلة في هذا المجال.
وفي الموازاة، لا يزال فيروس كورونا الصغير يخنق العالم الكبير بمشاهد الرعب التي لا تنتهي، تماما كأرقام الوفيات والاصابات في مختلف البلدان.
أما لبنانيا، فالوضع لا يزال تحت السيطرة، أقله إلى الآن أما ما يدعو إلى الشك، فليس الاجراءات الحكومية، بل بعض اللبنانيين، الذين لم نعد نجد ما يليق من نعوت، لوصف ما يرتكبون في حق لبنانيين آخرين، جراء إصرارهم على تحدي الزامية الحجر المنزلي، والتزام معايير الحماية، التي تبقى وحدها الكفيلة بمنع التحاق لبنان بقافلة البلدان الموبوءة، لا بكورونا فحسب، بل بانعدام حس المسؤولية لدى بعض المواطنين.
لكن، في مقابل هذه الصورة، مشهد من نوع آخر. مبادرات فردية تسند اللبنانيين، وتقف معهم في هذا الظرف العصيب، لا لمصلحة، ولا من باب التمنين، بل فقط من باب الواجب الانساني والوطني.
ومن هذه المبادرات، علامة فارقة في لبنان، سجلها اليوم النائب الياس بو صعب، الذي أعلن خلال جولة في المستشفى اللبناني- الكندي مع وزير الصحة حمد حسن، تجهيز المستشفى واستئجاره لمدة سنة على أن يكون مجانيا لكل المحتاجين للعلاج.