صدمت اميركا العام 2001 وتحديدا نيويورك بالهجوم الارهابي على برجي التجارة في مدينة الاعمال وعاصمة المال في العالم، عادت اميركا وصعقت اليوم بانتشار الوباء في نيويورك كالنار في الهشيم المدينة التي تحكم بورصة العالم وتتحكم بمسيرة عافيته المالية بواسطة العملة الخضراء اضحت رهينة الوباء واسيرة الداء.
جاءها الارهاب منذ 20 عاما من الشرق ووافاها الكورونا اليوم ايضا من الشرق ، لعنة الشرق الاوسط ونقمة الشرق الاقصى ، في 2001 طواقم الاطفاء تجوب نيويورك وفي 2020 طواقم الاطباء والاستشفاء تعزل نيويورك .
حاملات الطائرات تتحول حاملات مستشفيات لنجدة الساحل الشرقي واغاثة الساحل الغربي تماما كما في الافلام التي انتجها الاميركيون في العقد الاخير عن الاوبئة والزلازل والعصر الجليدي ونهاية العالم ، اليوم تحولت الافلام الى واقع ، واقع مخيف ومقلق .
اغلقت اميركا الاطلسي في وجه اوروبا وسدت الهادي في وجه اسيا، اعتادت اميركا بعد الحرب العالمية الثانية استخدام القوة العسكرية الصادمة المباشرة ما ادى الى نتائج كارثية في كل مكان في العالم الذي سيعاني لعقود فقدان الاستقرار وتداعيات الثقوب السوداء لسياسات الفوضى والنزاعات الطائفية والاقتتال الديني والعرقية والقومية والجشع اللامتناهي مثل وحش الهيدراالذي يفرخ له رأس جديد كلما قطعت له احد رؤوسه.
يقول مثل قديم : عندما يكون كل ما لديك هو المطرقة عندها سيبدو لك كل شيء مسمارا.
اعتادت اميركا الضرب والحرب واليوم ترتد الى الداخل لتكتشف النقائص والنقائض, العيوب والذنوب, المنظومة التي تهزها جرثومة، ومع ذلك فأن الفرحين والشامتين بالغرب اليوم وعلى رأسه اميركا يعرفون ان اقتصاد العالم وحركته وعافيته وحيويته – عن حق او عن غير حق – مرتبط باميركا ودولارهاالاخضر الذي يخشى ان يتحول الى يابس .
سيكابد الغرب والشرق اذا سقط النسر الاميركي وتعب الدب الروسي واستفاق التنين الصيني وسيكون للعالم وجه اخر ومصير اخر .
في العام 1916 وفي حمأة التحضير لسايكس بيكو وقاسم ارث الرجل المريض بين بريطانيا وفرنسا قبل ان تدخل اميركا المعترك الدولي وتزيح الاثنين دفعة واحدة , يومها كتب الالماني ارنست جاخ ثلاث عبارات لها مغزى: الحرب تأتي من الشرق , الحرب ستندلع بسبب الشرق, الحرب ستحسم في الشرق .
منذ 100 عام اعطى الانكليز الذين لا يملكون وعدا لليهود الذين الذين لا يستحقون اعطوهم وعد بلفور، وبدأت مأساة الشرق الاوسط، كنا بالمسألة الشرقية واصبحنا بالقضية الفلسطينية .
وبدأت الحرب في الشرق، اليوم ومنذ فترة, بدأت اوروبا تعبيد وتزفيت درب الحرير مع الصين،اندلعت الحرب بسبب الشرق الاقصى، درب الحرير تحولت الى درب الام وخصوصا في ايطاليا البهية، ايطاليا مايكال انجلو ورفاييل وبرنيني ووصوفيا لورين ومارسيللو ماستروياني وفرنكو زيفيرللي، ايطاليا الجمال والخيال .
اما عندنا في لبنان جلجلة موصولة بالالام مع طبقة سياسية مغلولة بالاثام، صار اصحاب المليارات حريصين على ما تبقى من ليرات في وقت يحلق الدولار على علو 3000 ليرة ويتحضر ربما لهبوط اضطراري واصطدام وشيك بالطبقات المسحوقة المخنوقة .
الحكومة التي تعمل باقصى طاقاتها وقد تجاوزت معمودية النار في معركة كورونا, تحاصرها الدولة العميقة وما ادراك ما الدولة العميقة في لبنان والكيان الموازي.
فضائح وروائح, تهويمات وتهديدات, عنتريات وعراضات، في ايامهم كان الناس يقولون لا حول ولا دولة, اللبنانيون يعرفون اليوم ان الجولة للدولة , وان جولة النفاق تعاني اعراض اختناق, وهو ما يسمى بالكورونا السياسية..