وبعد بكرا الشعنينة! اليوم الجمعة، وبكرا السبت، وبعد بكرا الشعنينة، ولكن، عيد بأية حال عدت يا عيد؟
هذه السنة، الكنائس خالية، والشوارع خاوية.
فالقداديس عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل، اما الزياحات ففي المنازل، مع الملابس الجديدة لمن يرغب من الأطفال، وإضاءة الشموع على نية شفاء العالم اجمع من داء كورونا، وشفاء لبنان من أمراضه الصحية كما السياسية، وبعض اللبنانيين من الاستخفاف الصحي، والتبعية العمياء…
اليوم الجمعة، وبكرا السبت، وبعد بكرا الشعنينة…
وبعد الشعنينة، أسبوع آلام وجمعة عظيمة.
أما بعد درب الجلجلة، فالقيامة آتية، وهذا هو جوهر الايمان.
إيمان دفع بالسيدة فيروز إلى قراءة مزاميرها اليوم، ولكن، على من:
على مسؤولين سياسيين، بعضهم يستهدف الحكومة، حتى لا يكشف نجاحها عورات سياساتهم السابقة، كما قال رئيس الحكومة في مجلس الوزراء أمس؟
على قوى سياسية، بعضها يتنتاتش الحصص، ويقتنص الفرص، ثم يحاضر بالعفة، في ملفات الإصلاح ومكافحة الفساد؟
على مواطنين لا يزالون يستخفون بإجراءات الوقاية من فيروس قاتل، وكأنهم “لا يسمعون ولا يقشعون” ما يحدثه في العالم من مآس، وما يتسبب به من أحزان؟
اللائحة طويلة، ولا يسعنا إزاءها إلا أن نردد مع صاحب المزمور وفيروز، قائلين: “توكلوا عليه في كل حين”…