أهلا وسهلا بكم في مطار بيروت الدولي، عبارة سمعها المغتربون العائدون إلى الديار، والتي شملتهم خطة الإجلاء الخاصة بالحكومة اللبنانية.
إلا أن وقع الترحيب هذا كان مختلفا هذه المرة، لا مظاهر استقبال عائلية ولا أجواء ابتهاج بعودة من دفعوا الغربة ثمن بحثهم عن لقمة عيشهم. وحدها الطواقم الطبية كانت في الاستقبال، مع التحية المرفقة بكلمة “انشالله عسلامة”.
طواقم بعثت بالثقة لدى العائدين، كما المقيمين الذين توجسوا طوال الفترة الماضية من امكانية تسبب خطوة العودة هذه بانتشار الوباء سريعا في البلاد، بعد الجهود الجبارة التي خاضوا غمارها جنبا إلى جنب مع الحكومة اللبنانية، والتي أسفرت وفق الأرقام عن فرملة انتشار كورونا ولو الى حين، علما أن التحذيرات ما زالت على حالها، وأي خطوة ناقصة قد تفجر الوضع برمته.
على عكس كل التوقعات السلبية للبعض، تفاجأ الناس بالاجراءات، وأثنوا على دقة التنفيذ، حتى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ركب موجة التصفيق، من دون أن يسمي رئيس الحكومة حسان دياب الذي جال صباحا في مطار رفيق الحريري، في إطار حرصه على سير العملية بسلاسة ومن دون “دعسة ناقصة”، مؤكدا أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتابع العملية بدقة.
هكذا حطت قرابة الظهر الطائرة الأولى الآتية من الرياض وعلى متنها 81 لبنانيا، تبين وفق وزير الصحة حمد حسن أن جميع ركابها الذي أجروا فحص الpcr في حرم مطار بيروت الدولي بخير، وغير مصابين بوباء كورونا. في وقت لم يصدر أي شيء حتى الآن حول ركاب الطائرة التي وصلت من أبو ظبي وعلى متنها 63 لبنانيا، مع الاشارة إلى أن نتيجة الفحوص السريعة التي تجرى في حرم المطار تصدر في غضون ست ساعات، وهي مهلة يمضيها العائدون في فندق جهز للغاية.
لبنان رحب بالدفعة الأولى من أبنائه العائدين إذا، على أن تستكمل العملية بعد قليل مع طائرة عائدة من لاغوس وأخرى من ابيدجيان، علما أن طائرات أخرى ستنطلق من دول أخرى تباعا خلال الأسبوع. وفي بارقة على علاقة بأسعار تذاكر العودة، أعلن مساء عن اجراء حسم بقيمة 50% على التذاكر الخاصة بالطلاب المتعثرة أحوالهم، ما سيسهل عملية عودة أولئك بوقت سريع، وعلم أن رجال أعمال أبدوا رغبتهم بالتعاون مع السلطات المعنية، وسداد التكلفة المتبقية، ما يضمن العودة الآمنة والسالمة إلى ربوع الوطن.
هذا الوطن الذي، ورغم كل الصعاب التي يمر بها، أثبت نجاح اجراءاته في احتواء فيروس أسقط النظم الصحية حول العالم ، هذا الوطن الذي تخطى المعوقات المادية والتحديات السياسية، فكان له أن احتضن أبناءه من جديد، أملا في أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة خير.