Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 12/04/2020

المسيح قام… حقا قام.
لولا استثنائي جوهر الإيمان من جهة، والحرتقات السياسية التقليدية من جهة أخرى، لأمكن القول إن عيد القيامة 2020 لا يشبه أي عيد قيامة، أقله منذ نشأة لبنان الكبير عام 1920.

فالكنائس خلت بالكامل من المؤمنين، والطرقات فرغت بشكل تام من السيارات والمشاة، وعم الهدوء النسبي الربوع اللبنانية كافة، لتحل محل الضجيج ترانيم الاحتفالات الليتورجية التي بثتها مكبرات الصوت في مختلف المناطق، رافعة الصلوات، ليس فقط على نية التخلص من الوباء الذي يعم العالم، بل من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ لبنان، والتي كادت أهوال كورونا تنسي اللبنانيين أهوالها، وأهوال تداعياتها على مختلف مستويات الحياة.

لكن، بعيدا من الشكليات، تبقى القيامة جوهر الإيمان، ولعل العبرة من الظرف الصحي هذا العام، هي في أن نتذكر دائما بأن ما بين جدران القلوب هو الأساس، لا ما بين جدران الحجر.

أما الحرتقات السياسة التقليدية، فبات واضحا أن لا الأزمات الاقتصادية والمالية الخطيرة كالتي يمر بها لبنان، ولا المآسي الصحية كالتي يمر بها العالم ومن ضمنه لبنان، قادرة على وضع حد لما يلازمها من فجور.

فجور، بات يشكل تحديا واضحا، ليس فقط لحكومة بات تعويل الناس عليها أكبر، بعدما أعجبهم أداؤها الصحي، بل لشعب كامل، سئم قوى سياسية معروفة بالإسم، ومحددة بالدور والتاريخ، لا هم لها، حتى في عز الكارثة، إلا السلطة، وتأبيد وجودها في مراكزها، حتى ولو كلف الأمر حياة الناس، ونحن في المناسبة عشية الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الحرب عام 1975، وحتى ولو جاء الأمر على حساب جنى الأعمار، كما هو الحال اليوم.

إنها حقا قوى سياسية يصح فيها بتصرف قول سعيد تقي الدين: “ما أفصح قحباء السياسة عندما تحاضر بالعفة”.