بين ليلة وضحاها، سارع كل من ذئاب السياسة اللبنانية إلى التنكر بزي حمل وديع، وراح يكيل الهجاء لتعليق العمل بالمساعدات التي أقرها مجلس الوزراء، مكررا كلمات الاستنكار ومجترا عبارات الدهشة من فضيحة الفساد التي ضبطها الجيش اللبناني، عاملا على تنقيح اللوائح، كما أعلن رئيس الحكومة اليوم.
فتماما كما لو أن تلك الذئاب لم تفترس يوما أي وزارة، ولم تزور أي لائحة، أو تسرق أي مال، أو تهدر أي مقدرات… راحت تتبارى في ما بينها على القاء المواعظ المتجددة بمحاربة الفساد والاصلاح، لتقف الحكومة الحالية التي لم يمض على استلامها الحكم ثلاثة أشهر تقريبا موقف المصدوم من الوقاحة الممارسة ضدها، التي بات الشعب اللبناني متنبها لتفاصيلها، ساخرا من القائمين بها، ومدركا غاياتهم السياسية المفضوحة، وتنمنياتهم الاكيدة بالفشل، ليس فقط بالملف الاقتصادي والمالي، فضلا عن السياسي، بل بالمسألة الصحية، التي يسجل فيها للمعنيين القيام بالواجب، بدليل الارقام المشجعة التي يجب ان تستمر باستمرار التزام الاجراءات الوقائية من دون اي استخفاف مستجد.
غير ان المزايدات السياسية المعتادة، في موضوع المساعدات وغيره، خرقها اليوم موقف عالي السقف للرئيس نبيه بري، الذي اختصر الجدل حول الهيركات ومصير الودائع بالقول: “اقرأوا الفاتحة وترحموا على الهيركات كما ترحمتم على الكابيتول كونترول”.