من ردودهم تعرفونهم، ومن تعليقاتهم تقرأون تاريخهم، ومن بياناتهم تتذكرون فشلهم، ومن عظاتهم وخطبهم تدركون خطوطهم الحمراء.
اليوم قال جبران باسيل: قد تكون إحدى أهم الفرص لهذه الأزمة هي إسقاط الحمايات الطائفية عن المرتكبين والفاسدين، فصحيح أن الفساد لا طائفة له، ولكن الواقع أن الفاسدين محميون بطوائفهم، فحذار أن تفوت المرجعيات الدينية العليا، مسيحية وإسلامية، حذار أن تفوت على اللبنانيين هذه الفرصة، وتسعى إلى تأمين الحماية باسم الطائفة للمرتكبين، في الوقت الذي تطالب فيه هذه المرجعيات، المسيحية والإسلامية، بالاستماع إلى صوت الشعب، فالشعب يرفض هذه الحمايات.
باسيل قال: تراهم يطبلون فرحا لمجرد ورود بعض الأخبار عن عدم اكتشاف غازي تجاري في البلوك رقم 4، معتبرين الأمر إن حصل، خسارة ل”التيار الوطني الحر”، وينسون أنها خسارة للبنان إن وقعت، تماما كما أن الربح إن حصل يكون ربحا لكل لبنان، وهكذا دواليك في شأن الكهرباء التي عرقلوها، والسدود التي يتمنون انهيارها، كأن معمل دير عمار هو لبيت أبي وسد بسري هو لبيت جدي، وكما لو أن محاربة الفساد هي باسم أمي، تابع باسيل.
هذه هي العقلية السياسية المريضة، التي لم تكتف فقط بتعطيل المشاريع المجدية للبلد، بل نهبت البلد منذ التسعينات، ووضعت سياسات نقدية، مالية، اقتصادية أفقرت الدولة والناس، وظلت مصرة عليها لليوم، رافضة تغييرها وتغيير رجالاتها، وركبت نهجا سياسيا فاسدا ومنظومة من السياسيين والإعلاميين والموظفين وأصحاب النفوذ والمال، وضعت يدها على المفاصل المالية والاقتصادية في الدولة، ترفض “شيلها”، ان يتعرض لها أحد، وتهجم بشراسة دفاعا عن النفس، وحتى الاغتيال السياسي والجسدي مشروع عندها لتحقيق البقاء.
“يطير البلد ولكن تبقى المنظومة”، فالمنظومة أهم من البلد لأنها تنهشه، وما الشراسة المتجددة على الحكومة والعهد، إلا بسبب استشعار المنظومة إياها مجددا أن شيئا ما سيتغير والتغيير ممنوع، لا بالسياسات ولا بالأشخاص.
ولكن، في المقابل، تابع باسيل: اليوم هو 26 نيسان 2020، ذكرى خروج القوات السورية من لبنان منذ 15 سنة، ونحن نتذكر هذا اليوم بفرح كإنجاز سيادي واستقلالي لكل اللبنانيين، ولكن نتذكره أكثر لأن حدوثه كان حلما لا بل كان معجزة وقد حصلت. نذكر 26 نيسان اليوم ليكون أمثولة لكل المشككين والميئسين، الذي حاولوا تيئيس اللبنانيين من “حلم التحرير” واليوم يحاولون تيئيس الناس من اصلاح الوضع المالي.
نطالب الحكومة أن تقدم ولا تتراجع، شدد باسيل، فما يعانيه الوطن والشعب إنما يعانيه كل الوطن وكل الشعب، ولا طائفية ولا استهداف ولا انقلاب بالفقر، بل هي حجج واهية للهجمة على الحكومة لأنها بدأت بالتشخيص والاجراءات فاجتمع عليها المتضررون من المساءلة.
وفي كل الأحوال، الخلاص آت إن اعتمدت الخطة المتكاملة للخروج من الحفرة، وسد الثقب الأسود، أما الهلاك فهو البديل الحتمي إذا تمكنوا من منع تنفيذها، وعلى اللبنانيين الخيار بين الخلاص والهلاك، ختم باسيل.