IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 27/04/2020

ما حصل ويحصل في الايام الاخيرة يفتح الباب امام تطورات وتغيرات ستسرع في رسم مشهد جديد داخلي .

لم يكن الاجتماع بين حسان دياب ورياض سلامة مهما بمقدار ما كان نوعيا وخطيرا ومتقدما ما قاله دياب بعد ساعات على هذا اللقاء ومن قصر بعبدا .

لم يكن اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وبعده مجلس الوزراء حساسا بمقدار ما كان الاجتماع بين حسان دياب وجوزف عون مفصليا رغم التكتم الذي احيط به هذا الاجتماع .

لم تكن المضبطة الاتهامية والقرار الظني بحق رياض سلامة وهو تطور نوعي غير مسبوق كسرا لمحرمات استمرت 25 عاما بمقدار ما كانت ردات الفعل على كلام دياب بحق سلامة متفلتة ومسعورة ومغرورة تولاها نفاريش وخفافيش لا لشيء الا لانهم وضعوا انفسهم وما وضعهم احد في في قفص الاتهام واستباق الاحكام .

للمرة الاولى منذ عقود يرفع الغطاء عن شخص بمركز ونفوذ وقوة حاكم مصرف لبنان . هذا لا يعني ان سلامة يتحمل لوحده اثام واجرام السياسات النقدية التي ادت الى تراجع العملة الوطنية بمعدلات فلكية .

هو جزء من منظومة . منظومة حكمت وتحكمت بالموارد والعوائد بالاموال والاحوال .

كان ممكنا لكلام دياب ان يمر باقل قدر من الضجيج والعجيج لولا انه قرر تخطي حجاب الهيكل والدخول الى قدس الاقداس والوقوف وجها لوجه امام كهان السنهادريم .. اعلن ان الحكومة قررت الاستعانة بشركات تدقيق مالية عالمية . بدأت حفلة الجنون وكرنفال الهذيان ولما تهدأ بعد ..

يقول البعض : لننتظر القضاء ليقول . أي قضاء ؟ عن اي قضاء يتحدثون ؟ بعض القضاء التابع الخاضع لزعماء الطوائف والقانع بما قسمه لهم الطائف ؟

ليس الحق على رياض سلامة لوحده للانصاف والموضوعية واحترام ذكاء وعقول اللبنانيين . بالطبع ليس منزها مثل غالبية من يتعاطى السياسة وصرف النفوذ والجلوس على كرسي السلطة في لبنان . استطاب الحاكمية واستعذب النجومية . اليوم ينتهي المشوار ويتبدد وهم الازدهار ويهتز الاستقرار . طارت السيولة , طارت الثقة , وطارت اموال اللبنانيين ولو الى حين ..

منذ تشرين الاول وما قبله وبعده الشعار الممجوج : اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب ..

الدولار مفقود وموجود , مجهول ومعلوم , غامض ومفهوم . ليست القضية ضخ دولارات بل بث شائعات وضرب المؤسسات وتعميم التوترات .

كان ممكنا للوضع ان يهدأ او ان يمسك قليلا لو تم ضخ ال1200 مليار ليرة , لكن فرط الجلسة النيابية عمدا وتطيير نصابها قصدا هو بكل بساطة دعوة للناس للنزول الى الشارع والتحريض على الحكومة والسعي لاطاحتها .

حسان دياب لا يواجه معارضة منظمة هادفة واعدة واعية تمتلك برنامجا بديلا او مشروعا انقاذيا . دياب يواجه – ونقولها للمرة العاشرة – الدولة العميقة والكيان الموازي الاخطبوطي الدراكولي مصاص دماء الناس وقاتل احلام الشباب ومدمر ركائز الدولة .

الدولة العميقة التي فيها مسيحيون ومسلمون , 8 و14 اذار , معارضة وموالاة . هؤلاء من يستل اليوم سيف الدفاع عن زعامات واقطاعات وعملاء ومرتزقة ومبيضي اموال ومنهم من يتباهى بأنه زير نساء وسفاك دماء يسعى لان يدخل اليوم نادي الانقياء وسماء الاولياء .

هؤلاء وبدلا من ان تبصق عليهم الناس وتجرهم من اذنابهم الى السجن تراهم يستنجدون بالناس ويبعون الغرائز ويوزعون الفتن كل ذلك لان الحكومة قررت ان تصل بموسى مكافحة الفساد الى ذقون ارباب العربدة والمجون , الى الذين خربوا البلد وضربوا مؤسساته ونهبوا ثرواته وهربوا اموالهم .

وقف المسار الانحداري يحتاج الى اكثر من توجيه تأنيب ورسالة تأديب لاي كان حاكما ام محكوما .

يبدو جليا ان هدنة كورونا انتهت قبل ان تنتهي كورونا . الجريمة المنظمة لا تستسلم . خطابات وانعطافات وانقلابات ما قبل 2005 وبعد 2000 تعود . الجريمة المنظمة تطرح المعادلة الاتية : القرار لي والاستقرار لكم . اذا اردتم استعادة القرار سأضرب الاستقرار واقضي على ما تبقى من امل وضوء نهار .. الانقلابيوب القدامى – الجدد يتهمون غيرهم بالانقلاب . القصة ابعد من رياض سلامة . القضية مرتبط بسلامة الوطن .. هذه المرة : في العجلة السلامة.