بدأت مفاعيل قمة هلسنكي بالظهور تباعا في الساحة السورية والمشهد اللبناني. في سوريا من خلال تسوية الجنوب وتثبيت حكم بشار الاسد، وفي لبنان من خلال الاعلان عن خطة لاعادة النازحين ترعاها موسكو وتباركها واشنطن ويستفيد منها لبنان والاردن من دون ان تشمل تركيا في المرحلة الاولى. وهو ما ترجمته موسكو بانتداب مسؤولين لمتابعة الموضوع مع السلطات اللبنانية في مبادرة دولية هي الاولى من نوعها منذ بدء النزاع السوري.
وفي البقاع الذي يشهد عودة النازحين السوريين الى ديارهم يشهد توازيا عودة الدولة اليه من بوابة الحضور والهيبة واعادة الاعتبار للقانون والمؤسسات وسلطة الشرعية. اما في بيروت فالمراوحة الحكومية لم تكن يوما بافضل حال. لا جديد وكل شيء هادئ على جبهة التأليف. معادلة بيع المواقف وشراء الوقت هي السائدة. البعض يريد حصة اكبر والبعض حصة طائفته كلها والبعض الاخر لا يقر بتراجع حضوره والبعض يتحجج بالخوف من الثلث المعطل والبعض يسعى لاتفاق ثلاثي معطل، في وقت يرد البعض السبب الى ما وراء الحدود وصولا الى رمال الصحراء ليكشف عن اسباب الفيتو او القرار بالانتظار والتريث الى ان يقضي ترامب امرا كان مأمولا منذ 7 سنوات وربما منذ 40 عاما.
المنطقة تتحرك وحده لبنان في اجازة يمكن ان تقطع في اي وقت اذا ظن البعض ان بالامكان تجاوز الخطوط الحمر من دون عواقب او تداعيات.