يكاد كل شيء في السياسة اللبنانية يكون قابلا للتبدل والتحول والتأقلم، إلا ثابتة وحيدة، هي “شغلة بال” القوات اللبنانية بالتيار الوطني الحر.
هكذا كان الوضع قبل تفاهم معراب، وهكذا بقي في ظله، وهكذا هو اليوم… وهكذا سيبقى على الأرجح، طالما ترجمة إعلان النوايا لم تكن حسنة، تماما كتنفيذ الاتفاق الشهيد بين الجانبين.
فبالنسبة إلى القوات اللبنانية، لا هم إلا التيار، حتى ولو كان الوضع في البلاد على ما هو عليه من التردي، بسبب ممارسات تعلم القوات علم اليقين أن المسؤولين الفعليين عنها هم غير من تهاجم، لا بل هم أفرقاء أسهمت بنفسها بتغطية ارتكاباتهم على مدى سنوات، بمواقفها السياسة المعروفة، وحساباتها الواضحة.
في كل الأحوال، ما نطق به اليوم النائب انطوان حبشي كان متوقعا، تماما كالذي صدر عن النائب السابق سليمان فرنجية. ففيما كشف فضيحة الفيول المغشوش الذي انطلق بعد اخبار من التيار الوطني الحر يتوالى فصولا، وفي وقت تتكشف الأسماء بممارساتها الشخصية وانتماءاتها السياسية وتواريها عن الأنظار، رد الفعل أكثر من عادي وطبيعي، ولا داعي بعده لأي سجال.
وفي انتظار إنجاز القضاء لمهمته في هذا الملف وسواه، وفيما مدد مجلس الوزراء التعبئة العامة أسبوعين إضافيين على رغم المؤشرات الإيجابية على مستوى تغلب لبنان على فيروس كورونا، الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية في صدارة الاهتمام، والخطة الحكومية لمعالجتها تحضر غدا على طاولة بعبدا، في اجتماع وجهت الدعوات لحضوره إسميا منذ اليوم الأول لرؤساء الكتل والقوى السياسية، الذين يتحمل من يتغيب منهم عن الحضور بلا عذر مقنع مسؤولية عدم المشاركة في انتشال البلاد من الأزمة، والتمادي في محاولة العرقلة ووضع العصي في الدواليب، وهما تعبيران استعملهما رئيس الحكومة في مجلس الوزراء اليوم، قبل أن ينتقل إلى السراي ليعرض تفاصيل الخطة الإنقاذية أمام حشد من السفراء، بينهم السفيرة الأميركية لدى لبنان.