Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 17/05/2020

لم يسم جبران باسيل أحدا في مؤتمره الصحافي اليوم، غير أن جميع الردود جاءت فقط على اسم جبران باسيل.

لم يناقش أحد في تاريخ، ولم يجادل أحد في رقم، ولم يبد أحد وجهة نظر أخرى حول واقعة، بل أتت الردود كلها على الشخص، على عكس مضمون المؤتمر الذي افتتحه صاحبه قائلا: ‏”تهمنا القضايا لا الأشخاص، فلسنا في صراع شخصي مع أحد”.

على مدى أكثر من ساعة، قدم رئيس “التيار الوطني” مطالعة شاملة، تطرق فيها إلى مختلف العناوين، بالأرقام والوقائع، لا الشتائم والتجريح.

في موضوع كورونا، تحية إلى جهود “التيار”. وفي موضوع التعافي المالي المطلوب والنهضة الاقتصادية المنشودة، تفنيد للورقة التي قدمها في لقاء بعبدا حول خطة الحكومة، ما لها وما عليها، وتشديد على مبدأ التوزيع العادل للخسائر، ورفض الكذب على الناس، ووجوب القيام بما يلزم من إجراءات، لإعادة تكوين أموال المودعين، واستثمار أملاك الدولة بذكاء تأمينا لمردود، مع رفض المس بالوجهة الاقتصادية الحرة للبنان.

في موضوع مكافحة الفساد، تذكير برزمة القوانين المقدمة من تكتل “لبنان القوي”، وأهمها قانون كشف الحسابات والأملاك، مع دعوة اللبنانيين إلى إبقاء عيونهم شاخصة لرصد من سيقف ضده، بالاضافة إلى استعادة للإخبارات التي أوصل “التيار” عبرها ملفات كثيرة إلى القضاء، مع سؤال واضح إلى البعض: أين هم اليوم صامتين متفرجين على المعركة القائمة بموضوع الأموال المهربة، والفيول المغشوش، والمرفأ، والكازينو، والميكانيك، والقروض المدعومة المعطاة للميسورين لشراء الشقق الفخمة وغير ذلك؟.

في موضوع الفيول المغشوش، “ما حدا يضيع الموضوع”، والجهاز الأمني الذي يحاول حرف التحقيق غاياته وارتباطاته معروفة، “وما حدا يحاول بقا انو يتوسط معنا للملمة الموضوع”، فبالعدالة لا يمشي منطق التوازنات، لأن المرتكب مرتكب والبريء بريء، “والذي يرى أن غادة عون هي قاضية القصر الجمهوري، وهي ليست كذلك، فليطلب تنحيها عن الملف، لأن أي قاض سيأتي لن يستطيع تغيير الوقائع والحقائق”.

في موضوع الكهرباء، عودة إلى قصة العجز من جذورها، والخلاصة أن خسارة الكهرباء كبيرة، لكن الأرقام التي يتم تداولها لتحميلنا المسؤولية عن الانهيار كاذبة، فمنذ عام 2010 كنت أحسب الخسارة بالسنة والشهر واليوم والدقيقة والثانية، لأقول لهم “يا بلا قلب كيف بتقدرو تحملو على ضميركن توقيف الخطة بهيك خسارة؟”.

أما في مسألة التنقيب عن النفط والغاز، فأهم الشركات العالمية لم تأت إلى لبنان “كرمال سواد عيون التيار الوطني الحر”، ولا هم دفعوا حتى الآن ما يزيد عن المئة مليون دولار “كرمالنا” لو أنهم لا يملكون معلومات حول مردود واعد ممكن.

في ملف التعيينات، الاشكاليات المذهبية المطروحة إن وجدت ستحل، لكن التركيز على تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان وما يرتبط بتغيير السياسة النقدية هو الأهم.

في الخلاصة، جبران باسيل لم يسم أحدا. لكن “واحد بيقول بدو يقتل الطايفة” فيحتمي فيها ويحرضها، و”تاني بيقول بدو يخنق الزعامة”، و”تالت بيقول بدو يحبسنا”! ولكن، من اقترب منهم؟، يبدو أنهم يعرفون أنفسهم ولذلك يردون!، فالمواجهة ليست مع مجهول، بل مع منظومة سياسية.

أما في السياسة، فباب التفاهم والتعاون على أساس الثوابت مفتوح. لكن رئيس الجمهورية في لبنان لا يسقط، إلا إذا أراد هو أن يستقيل، وليس الجنرال عون من يفعل ذلك.

وفي كل الأحوال، الأزمة يمكن أن تكون فرصة ليخرج لبنان أقوى، كما رئيسه، ولذلك هم يفضلون الانهيار.