IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 29/07/2018

فجرت مجزرة السويداء في سوريا الخلافات الدرزية على الساحة اللبنانية. وليد جنبلاط يتهم النظام والجيش السوري والاصدقاء والحلفاء بتسهيل مرور او غض الطرف عن تسلل داعش الى السويداء، بحجة تطويع وتدجين الموحدين في جبل العرب، وطلال ارسلان يتهم جنبلاط بالتآمر على دروز سوريا ويوجه اصابع الاتهام مباشرة الى اسرائيل وحلفائها والأعراب بارتكاب المجزرة، ووئام وهاب يتفرج على الانقسام ويدعو المعروفيين الى التسلح عن طريق الدولة السورية او بإرسال السلاح لهم، داعيا اياهم الى حسم موقفهم واتخاذ القرار، غامزا من قناة ترددهم وبت خيارهم.

في السويداء مجزرة واحدة وفي لبنان ثلاث تعازي: في فردان وفي خلدة وفي الجاهلية، في وقت لم يسمع العالم من الأمم المتحدة او اميركا او اوروبا موقفا واضحا صريحا شاجبا منددا بالمجزرة الرهيبة التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء، في منطقة لم تشهد اختراقا مماثلا منذ بداية الحرب السورية.

وفي لبنان الجمود يطغى على الجهود في التأليف، وكانت لافتة المواقف التي اطلقها الوزير جبران باسيل من اليمونة بين اللا واللن والنعم: نعم لحكومة وحدة وطنية تشكل انعكاسا لإرادة شعبية تجلت في الانتخابات النيابية، لن تستطيع اي قوة خارجية ان تكسر ارادة اللبنانيين التي تمثلت فيها، والابرز في مواقف باسيل: لا تدفعونا الى حكومة أكثرية وهو موقف يحمل اكثر من دلالة ويستبطن اكثر من مؤشر لما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد مساعي التأليف واتصالاتها.

والبارز من اليمونة كذلك الموقف الذي حمله ممثل الرئيس نبيه بري الى حفل تدشين سد وبحيرة اليمونة الشيخ حسن المصري، الذي أكد ان لا قوة تجعلنا نقبل بتفشيل مسيرة هذا العهد الذي يمثله الرئيس ميشال عون.

وليس بعيدا من لبنان وسوريا، تتخذ الأزمة بين أنقره وواشنطن ابعادا جديدة وخطيرة، راكمتها ذيول انقلاب 15 تموز منذ سنتين وما تبعه من توتر في العلاقة بين البلدين الحليفين، اوصل الى احتجاز قس اميركي منذ ايام ردت عليه واشنطن بتوقيف تسليم طائرات ف 35 المتطورة الى انقره، ما دفع اردوغان الى الاعلان بأن تركيا ستلجأ الى مصادر تسليح جديدة، ملمحا الى موسكو التي تمارس سياسة القضم في مواقع واشنطن واستراتيجية اضرب وفاوض في الشرق الاوسط، فارضة اجندتها على اميركا واوروبا التي اضطرت الى القبول اليوم بما كانت ترفضه قطعا بالامس، وهو عودة النازحين السوريين الى بلادهم قبل التسوية السياسية وليس بعدها كما كانت تشدد، ما اوصل الى ازمة مع لبنان الذي تمسك رئيسه ومن اعلى المنابر الدولية والعربية والاوروبية، بعودة السوريين الى ديارهم قبل التسوية، وهو ما يحصل اليوم بجهود الخارجية اللبنانية ووزيرها جبران باسيل ومثابرة وتصميم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.