Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 08/06/2020

ثماني دقائق والركبة على الرقبة اجهزت على ما تبقى من انفاس جورج فلويد الذي فجرت كلماته الاخيرة ” لا استطيع التنفس موجة غير مسبوقة من الفوضى والعنف والارتباك والاشتباك والخوف في دولة اكتسبت سمعة وسمت نفسها المثل والمثال القائد والقدوة المنارة والحضارة في الفضاء والسماء والكواكب والمجرات والدولارات وحاملات الطائرات والقواعد العسكرية في اربع ارياح الارض والسفارات التي تشبه قلاع وحصون القرون الوسطى .

لم يمت جورج فلويد بالكورونا التي تعطل الجهاز التنفسي بل بقطع الهواء عنه عمدا بالركبة على الرقبة المستوحاة من فائض قوة القبة الحديدية والقبضة الديمقرطية القابضة على الارواح والارباح من الاسكا الى اميركا اللاتينية ومن سمولنسك الى كيب تاون ومن الفيلبين الى الارجنتين ومن دولة باراباس الى كراكاس .

في لبنان 5 ملايين جورج فلويد لا يستطيعون التنفس . منذ ثلاثين عاما وركبة الفساد والاوباش جاثمة على رقبتهم . فاسدون اقطاعيون ساديون وقحون انتهازبون متملقون متسلقون انبطاحيون زاحفون يخنقون فينا الامل ويقطعون عنا الرجاء ..

ثلاثون عاما وخمسة ملايين جورج فلويد لبناني تتحكم برغيفهم ومستقبلهم ودوائهم وهوائهم ومائهم وكهربائهم عصابات الداء والوباء والهراء والخواء . الطائفية طرحهم والفتنة ملحهم والكذب لحمهم وعظمهم .

ركبوا الساحات وركبوا الشعارات وتنكبوا الاحتجاجات .

حولوا الجيل الثائر الى شباب حائر بين انتخابات مبكرة او اسقاط الحكومة او الاطاحة بالعهد تارة والحق في العيش والحلم والفرح طورا ليصل بهم الامر الى استحضار ارواح الفتنة واشباح الحرب من خلال نبش قرارات دولية تعود لعقدين كانوا هم حفاري قبرها عندما سجلوا باسمهم براءة اختراع التحالف الرباعي تماما كما سبق فضلهم في انتخابات 1992 المهزلة وفيها اصروا على كسر ارداة وشوكة نصف اللبنانيين ولم يفلحوا .

منذ 17 ت حاولوا اخذ الحراك الى العراك . حولوه من مطلبي الى مذهبي ومن وطني الى طائفي ومن شعبي الى شخصي .

حراك وما ادراك ماذا فعلوا به واصابوه بالضياع والصداع بين اقطاع ورعاع في وقت يقترب فيه عدد الجياع في لبنان الى ما يقارب نصف اصابات الكورونا في العالم .

ما حصل السبت خيبة امل لشابات وشباب انقياء شرفاء راهنوا على تصحيح اعوجاج وتجديد وجه الوطن . في المقابل ما حصل السبت كان فضيحة مدوية مخزية لهواة واولاد رهنوا ما تبقى من رصيدهم المتهالك المستنزف في عنتريات وهمية وفقاعات هوائية وبهلوانيات طائفية ومذهبية ومناطقية معيبة ومخجلة .

ما حصل السبت بدأ بتفنيصة وانتهى بتنفيسة – ولا علاقة هنا للاوادم والصادقين والمتألمين والجائعين الذين نزلوا الى الشارع- بدأنا بالساحات وانتهينا بالزواريب , في بلد يتبارى فيه يوميا شعراء الزجل العلماني والسيف والترس المدني على طروحات الغاء الطائفية وشعارات الدولة المدنية ولافتات الدائرة الواحدة الانتخابية , لدرجة ان سويسرا والدانمرك والنروج والسويد وفنلندا باتت غير مقتنعة بأنظمتها ودساتيرها وتراثها وتاريخها وتريد تبني النموذج اللبناني الفذ وتفرضه فرضا على شعوبها اذا لزم الامر تماما كما فعل مصطفى كمال اتاتورك في تركيا عندما طبق العلمانية بالقوة وفرض الدولة المدنية بالبندقية واستبدل الطربوش بالقبعة الاوروبية تحت طائلة تغيير الطربوش افضل من قطع الرأس الذي يحمل القبعة .

والنتيجة بعد مئة عام : اردوغان وعودة الى نقطة البداية وللمصادفة مع مئوية لبنان الكبير ربما .

بعد السبت , الثابت ان هناك من يسعى الى الفتنة بأي ثمن ومهما كان رخيصا وبالليرة وليس بالدولار فالمهم الا تقوم الدولة والا ينتصر الوطن والا يخسر الغباء مواقعه المتقدمة وانتيناته البلهاء .

بعد السبت الثابت ان حكومة حسان دياب باقية لاسباب عدة ابرزها المفاوضات مع صندوق النقد وسيدر والاهم لان لا بديل عنها سوى الفراغ والمجهول في وقت بدأت المفاوضات والتحركات في الاقليم والمنطقة من اليمن الى سوريا الى العراق , بدأت تملأ الفراغ بالتسويات الممكنة ولبنان ليس استثناء ولو طال الانتظار لستة اشهر او اكثر وبعدها يمكن الاطلالة على مشهد جديد في المنطقة بدأ بعبارة مررها ترامب بعد الافراج عن الاميركي مايكل وايت في طهران : شكرا ايران .. وبالشكر تدوم النعم