IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 20/06/2020

ليس مطلوبا اليوم، ولم يكن مطلوبا في أي يوم، أن يتوقف اللبنانيون عن أن يكونوا مختلفين. فاللون الواحد، والفكر الموحد، والنظرة الآحادية، مفاهيم تتناقض وطبيعة التركيبة اللبنانية، شعبا ونظام حكم. فلبنان كان، وهو اليوم، وسيبقى دائما، وطن التنوع ضمن الوحدة، تحت سقف القانون وبناء على مرجعية الدستور وسائر المواثيق ذات الصلة.

لكن الفرق اليوم، أننا أكثر من أي يوم مضى، نحتاج إلى بلورة موقف وطني جامع، لا على التفاصيل، بل حول الأساسيات، لأن في الأمر واجبا وطنيا قبل كل شيء، وضرورة عملية كذلك في سياق الإطلالة اللبنانية على العالم طلبا للمساعدة، وهي في كل الأحوال، لا يمكن أن تكتمل، إلا بتحقيق هذا الشرط.

والمطلوب طبعا اليوم، ليس مجرد اجتماع وصورة ولا أيا من سائر المظاهر الشكلية، والمطلوب كذلك ليس مجرد الاجتماع للاجتماع، بل الاجتماع للتفاهم، لأن المرحلة التي يمر بها لبنان غير مسبوقة في تاريخه، والبديل عن توحيد الموقف للخروج بحلول، أو لتطبيق الحلول، هو دخول تلقائي في المجهول.

واليوم، أكثر من أي يوم مضى، يتطلع اللبنانيون إلى ممثليهم، على اختلاف درجات التمثيل ومستوياته، وحتى إلى المعترضين الصادقين في الشارع، بأن يمدوا اليد إلى بعضهم البعض. فإذا غرق المركب، سيغرق بنا جميعا. وإذا وصلت السفينة إلى بر الأمان، وهي في المحصلة ستصل، سينجو الجميع.

ما سبق ليس شعرا ولا نثرا، بل رسالة واقعية تحاكي الوضع الراهن، الذي يتحمل مسؤولية الوصول إليه معظم الأطراف بنسب متفاوتة، بينما مسؤولية الخروج منه، ينبغي أن يتحملها الجميع بنسب متساوية.

ما وصلنا إليه كان بسبب النكد السياسي، باعتراف الجميع ضمنا أو علنا. لكن الخروج مما وصلنا إليه طريقه الوحيد وقف النكد السياسي، أو على الأقل تخفيف منسوبه في هذه المرحلة، تسهيلا للإنقاذ.

رئيس الجمهورية دعا الجميع إلى الحوار. ورئيس مجلس النواب يبذل المساعي لتقريب وجهات النظر. أما رئيس الحكومة الذي يواظب على العمل فيبدي كل انفتاح على أي تعاون، وأي تصحيح أو شرح إذا لزم الأمر.

أما الحقد الطائفي والتسعير المذهبي والمزايدات السياسية، والرهان على الخارج، فضلا عن الكذب الوقح، وسائر العادات السياسية اللبنانية السيئة، فليس أوانها اليوم، ولا في أي يوم، فالوقت الآن هو للعمل، والحوار وحده يبقى طريق الخلاص.