IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 21/06/2020

نصف دقيقة. هذا هو الوقت الذي خصصه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشأن الإيراني، في خطابه الانتخابي الأول بعد أزمة كورونا، والأحداث الأخيرة في بلاده، والذي استغرق ساعة ونصف الساعة تقريبا.

نصف دقيقة، لكنها معبرة جدا، في ما لو انتشلت من سياق الكلام الانتخابي والمزايدات السياسية الداخلية، على وقع احتدام السباق إلى البيت الابيض، حيث قال ترامب: “إيران تريد اتفاقا بشدة، لكن البعض يقول للإيرانيين: انتظروا، فإذا خسر ترامب ستملكون أميركا. أما أنا، فقلت لهم: يمكننا الانتظار، لكن عندما أفوز، ستدفعون ثمنا أكبر مما لو قمتم بالاتفاق الآن”.

طبعا، الاسترسال بالتفسير والمبالغة بالتحليل لا طائل منهما، خصوصا أن ما ورد أتى في السياق الانتخابي، لكن ما جاء على لسان الرئيس الأميركي، يمكن اعتباره مؤشرا ولو بسيطا إلى مآل الأمور. فبعد العاصفة، الطقس الجميل. هذا هو المثل. وبين العاصفة والطقس الجميل ما علينا إلا الصمود، وهذا هو المبدأ.

ومن علامات الصمود لبنانيا، تكريس الوحدة الوطنية في مواجهة الظروف الصعبة خارجيا وداخليا، التي تتجسد يوميا بمعاناة اجتماعية أكبر، جراء الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية. ولعل في اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهورية الخميس المقبل، مدخلا إلى بلورة صورة جامعة، ولو حول أساسيات الإنقاذ، الذي يبقى من مسؤولية الجميع.

في غضون ذلك، تجدد في الأيام الماضية استهداف رئيس البلاد من زاوية الحريات العامة، وفي وقت يتأهب نائبان من حزب “القوات اللبنانية” غدا لجولة استثمار سياسي، لا بل تجارة سياسية جديدة في هذا الاطار، لفتت اليوم صرخة نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، ضد استخدام الشتائم والكلمات النابية في التعبير عن الرأي والموقف، حيث أكد نقيب الثورة، كما يلقبه البعض، أن “حق التعبير وإبداء الرأي مقدس، لكنني لا أفهم أبدا أي تجاوز لهذا الحق، باستعمال الشتائم والكلمات النابية، فهذا الأمر مرفوض كليا ومخالف لأخلاق مجتمعنا، وللأدبيات العامة، ولانتمائنا الحضاري، وللإقرار بالحق بالاختلاف، قبل أن يكون مخالفا للقانون. فالشتيمة لا تبني الأوطان بل تهدمها، والشتيمة ليست سوى تحقير الذات، والسقوط في انفعال بغيض”.

وختم ملحم خلف قائلا: “الشتيمة تسقط من يطلقها وترتد على ذاته، ولا تطال الآخر، فالحفاظ على الرأي البناء والصورة البهية له، مهما علا سقفه، يبقى ضمانة بقاء المجتمع. أطلب من الجميع، ومن موقعي، الابتعاد كل البعد عن استعمال الشتائم في معرض التعبير عن المواقف والآراء، مع حرصي المطلق على حرية التعبير وأحقية مطالب كل مؤمن بضرورة إعادة بناء هذا الوطن قبل فوات الأوان”، ختم نقيب المحامين.