لقاء بعبدا قائم غدا بمن حضر، ورسالة رئيس الجمهورية، بوصفه رأسا للدولة ورمزا لوحدة الوطن، ستصل الى اللبنانيين، وجميع المعنيين بالوضع اللبناني، بوجوب الحفاظ على التضامن الوطني، في مواجهة الازمة الخطيرة التي تعصف بالوطن، بمصدريها الداخلي والخارجي.
اما محاولات التشويش ذات الخلفية السياسية، المغلفة بشعارات سئمها اللبنانيون، فلن تؤدي مبتغاها، لأن الضياع في متاهات السجالات لن يحصل، والغرق في مستنقعات المزايدات لن يتم، فالوقت الآن هو وقت العمل، ولا شيء سوى العمل.
واليوم، برز تحذير رئيس مجلس النواب من ان لبنان امام تحد وجودي، معتبرا ان حجر الزاوية لانقاذ الوطن رهن تعاون جميع القوى السياسية ووعيها اهمية التزام الحوار سبيلا وحيدا لمقاربة كافة القضايا الخلافية.
وفي الشأنين الاقتصادي والمالي ومصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة قال رئيس المجلس: يخطئ اي مسؤول لبناني الظن، اذا اعتقد ان صندوق النقد او اي دولة او جهة مانحة، يمكن ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الاصلاحات، فالمجتمع الدولي يعتبر ان لبنان سلة بلا قعر وقبل اقفال هذا القعر لن تكون هناك مساعدات.
واعتبر رئيس مجلس النواب ان انهيار سعر صرف الليره امام الدولار على نحو مشبوه ومنسق بات يفرض على الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية واعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية، فمن غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء في العملة والغذاء والدواء والمحروقات.
وعن الضغوط التي يتعرض لها لبنان على خلفية ما يجري من وقائع في المنطقة، خصوصا صفقة القرن وقانون قيصر، قال رئيس المجلس: في مثل هذه الايام من العام 1982 كان لبنان وبيروت يقاومان اجتياحا اسرائيليا، واليوم لا اخفي قلقي باننا نعيش ظرفا مشابها، يراد منه اسقاط لبنان واخضاعه واجتياحه باسلحة مختلفة، ربما تكون ناعمة الملمس، لكنها في طياتها تخفي الموت.
وفي هذا السياق، برز اليوم موقف متجدد للإدارة الاميركية من لبنان، حيث اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو ان واشنطن مستعدة للتواصل مع سماه حكومة لبنانية تنخرط بإصلاح حقيقي، موضحا أن التحول الجوهري الذي يمكن أن تعتمده الحكومة اللبنانية هو الابتعاد عن حزب الله.
وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الحكومة اللبنانية إذا نفذت إصلاحات حقيقية وعملت بطريقة ????لا تجعلها رهينة لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، وفق تعبيره.
وقال بومبيو إنه إذا أظهرت الحكومة اللبنانية استعدادها لاتخاذ مثل هذه الإجراءات، فإن الولايات المتحدة والعالم بأسره سيساعدان في نهوض اقتصادها مجددا.
فإذا لم يكن الحوار في مثل هذه الظروف طريق الخلاص… فمتى يكون؟ سؤال جميع اللبنانيين برسم جميع المقاطعين…