IMLebanon

نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الاربعاء في 1/8/2018

قديما قيل: “نقيضان لا يصنعان أمة”.

أما اليوم فيمكن أن يقال: “تناقضان لا يصنعان مصالحة”.

مناسبة القول الممكن، تغريدة شاءها وليد جنبلاط في عيد الجيش… عن سوق الغرب. ومن أفضل منه أصلا، في التعبير عن التناقضات، وجديدها اليوم، المناداة بالمصالحة من جهة، وتزوير التاريخ في تغريدة، من جهة أخرى… ذلك أن المصالحة وتزوير التاريخ، من الثابت أنهما خطان متوازيان لا يلتقيان.

فاليوم، ولمناسبة عيد الجيش، اختار النائب السابق العودة في وثبة واحدة تسعة وعشرين عاما إلى الوراء، وتحديدا إلى 13 آب 1989. تحدث عن معركة خاضها الحزب الاشتراكي بمفرده كما قال، في مواجهة الجيش اللبناني، معتبرا أنها فتحت آنذاك آفاق الحل السياسي.

هذا في التغريدة. أما في التاريخ، فالمعركة المذكورة هي إحدى معركتين خاضهما الجيش اللبناني بمفرده في سوق الغرب، في مواجهة الجيش السوري وقوى فلسطينية بواجهة لبنانية اشتراكية.

المعركة الأولى، في خضم حرب الجبل وما رافقها من تهجير في أيلول 1983. أما الثانية ففي قلب حرب التحرير في آب 1989. وفي المعركتين، انتصر الجيش اللبناني وحيدا، وهزم المعتدون، بعدما سقط للمؤسسة العسكرية، وفي صفوف المدنيين، شهداء دونت أسماؤهم في سجل الخلود بحروف من ذهب.

هذا في التاريخ غير البعيد. أما في السياسة الحالية، فلا تزوير الحقائق التاريخية في تغريدة، ولا وصف العهد بالفاشل من على قارب في جولة سياحية، ولا القول إن لوزير الطاقة معلما تجدر إقالته، ولا غير ذلك مما قد يرد من عبارات قصدها الاستفزاز، سيغير في واقع ما بعد 6 أيار 2018 شيئا.

فالواقع يقول، إن انتخابات نيابية جرت للمرة الأولى على أساس نسبي، وإن الجبل، وللمرة الأولى منذ عقود، لم يعد حكرا على أحد… طبعا، من دون إلغاء، وتحت سقف احترام حقوق الجميع، مكونات وأحزابا، وضحايا وشهداء…

ويبقى التمني في العيد الثالث والسبعين للجيش، وفي ذاكرتنا الجماعية تضحيات كبيرة قدمت ودماء غالية بذلت، في أن يضع البعض منطق العرقلة جانبا، وأن يعيدوا العقول إلى الرؤوس، وأن يتعاونوا في إطار المعايير المعروفة، على اجتراح تشكيلة حكومية تسهم في انتشال البلاد، مما أوقعوها فيه، منذ دخولهم جنة الحكم عام 1984 واستمرارهم فيها من دون انقطاع… ويسألون اليوم عن فساد وكهرباء وحقوق مواطنين. هذا مع الاشارة الى لقاء يعقد الليلة في بيت الوسط، يتوقع أن يشكل التأليف المنتظر طبقه الرئيس.

غير أن بداية النشرة تبقى من اليوم الرمز. عيد الجيش في الأول من آب، لأن من دون الجيش لا يبقى الوطن، كما أكد رئيس الجمهورية لقائد الجيش وكبار الضباط في بعبدا، بعيد ترؤسه احتفال تخريج ضباط فجر الجرود في الفياضية.