الاصلاح ثم الاصلاح فالاصلاح.
ثلاثية جديدة باتت تتصدر السنة معظم السياسيين اللبنانيين هذه الايام، خصوصا اولئك الذين كانت عرقلة الاصلاح “شغلتهم وعملتهم” منذ عام 2008 على الاقل، بعدما عاثوا فسادا في جميع مكامن الدولة منذ ثلاثين سنة، ولا يزالون… وهم في المناسبة لا يقتصرون على طائفة او مذهب او منطقة او حزب او تيار، بل تغطي ممارساتهم كل الطيف اللبناني.
الاصلاح ثم الاصلاح فالاصلاح. شعار ممتاز. لكن، اذا سلمنا جدلا ان جميع من ينطقون به اليوم انما يفعلون ذلك عن حسن نية، بعدما اقتنعوا ان الامر بات حتميا، ولا مفر منه، بعدما وصلنا الى الانهيار، فمن يا ترى هو الذي يعرقل الاصلاح اليوم ويمنع السير به بشكل متواصل يعيد الثقة، بعيدا من العدم الذي يثير الشكوك ويزيد الخيبة؟
هذا هو السؤال الكبير.
سؤال يطرحه جميع الناس وهم يشعرون في اعماقهم مثلا ان هناك من لا يريد التدقيق المركز للحسابات، الذي يطالب به رئيس الجمهورية، ليس من اليوم، بل منذ كان رئيسا لتكتل التغيير والاصلاح.
سؤال يكرره جميع الناس، وهم مدركون في قرارة انفسهم انهم يشاهدون مسرحية، ابطالها جميع حديثي النعمة في مطلب الاصلاح، وضحيتها الصادقون في طرحهم، الذين يشهد تاريخهم لهم وليس عليهم، والذين يحاول البعض المعروف اليوم ان يحملهم تبعات افعالهم القذرة، مع انهم وحدهم، او من القلائل، الذين لم تلوث ايديهم بالجرائم، واخرها الفساد.
وفيما يتفرج اللبنانيون على التمثيلية المحلية، الفيلم الاميركي الطويل مستمر. واخر مشاهده اليوم، فيما كان قائد المنطقة الاميركية الوسطى يجول على المسؤولين تحت عنواني الاستقرار ودعم الجيش، مؤتمر صحافي ناري لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو دعا فيه جميع الدول لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية.
وقال بومبيو: سنساعد لبنان للخروج من الأزمة، لكن لا نقبل بأن يتحول دولة تابعة لإيران، مشددا على أننا سنواصل الضغط على حزب الله، وندعم اللبنانيين للحصول على حكومة نزيهة، على حد تعبيره.