التدقيق الجنائي، إلى جانب المحاسبي، لم يعد حلما يتمناه الإصلاحيون، ولا وهما يخشاه المرتكبون، بل صار واقعا يرجوه جميع اللبنانيين الطامحين إلى وطن أفضل، وخطوة متقدمة على درب الخروج من مستنقع الفساد، لأن فيه شهادة براءة بالنسبة للأبرياء وإدانة بالنسبة للفاسدين، كما قال الرئيس عون قبل أيام… علما أن مطالبته بالتدقيق الجنائي، الموثقة بالصورة والصوت، تعود إلى سنوات خلت، منذ مرحلة ترؤسه تكتل التغيير والإصلاح.
في المحصلة، ما توصل إليه مجلس الوزراء اليوم أساسي، وحجر الأساس الذي يبنى عليه الإصلاح، كما أكد رئيس الحكومة، حيث سيشكل تحولا جذريا في مسار كشف ما حصل على المستوى المالي من هدر وسرقات. غير ان الأهم من إدانه المعرقلين إذا وجدوا ، والأجدى من مظاهر التطبيل والتزمير والتهليل إذا رصدت، أن يتكتل الإصلاحيون منعا لإجهاض المشروع، فالمتربصون كثيرون، وأسباب خوفهم من التدقيق أكثر من أن تحصى أو تعد.
وفور حسم مجلس الوزراء مسألة تكليف الشركات، أبدى تكتل لبنان القوي ارتياحه للقرار، معتبرا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لتحديد الخسائر والمسؤوليات، وشرطا أساسيا لتحقيق الاصلاح والتأسيس عليه في العلاقة مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية والدول المعنية.
وشدد التكتل تزامنا، على ضرورة إقرار قانون كشف الحسابات والممتلكات لكل القائمين بخدمة عامة، لما له من أهمية في مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية، متمنيا على النواب الاسراع في إقراره.
واعتبر التكتل ان هذا القانون هو الفيصل لتحديد من سيجرؤ على اعتماده تحقيقا للاصلاح ومن سيتهرب من إقراره.
وفي المقابل، برودة واضحة إزاء السير بالتدقيق الجنائي من جانب كتلة المستقبل، حيث أشارت إثر اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى أنها أخذت علما بقرار مجلس الوزراء، معتبرة انه كان الاجدى بالحكومة ان توافق على ان يشمل هذا التحقيق كامل مؤسسات الدولة اللبنانية واداراتها ووزاراتها منذ اتفاق الطائف، وبالاخص وزارة الطاقة.
أما في عين التينة، فنقل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه ليس متشائما، وان سعيه يتجه نحو وضع الحصان امام العربة، خلاف مساعي الاخرين الذين يحاولون وضع العربة امام الحصان.
أما عن مسألة الحياد، وعشية وصول وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت، لدعوة اللبنانيين إلى الإسراع لا التسرع في الإصلاح، كما أشار وزير الخارجية ناصيف حتي لل OTV، فاكتفى رعد بالقول: اطلعنا على موقف البطريرك الراعي، ونتابع ردود الفعل.