Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 26/07/2020

وكأنما حلت بلبنان هذه الأيام لعنة أرقام: أرقام الكورونا، وأرقام الخسائر، وأرقام مشروع بسري.

فأرقام الكورونا قفزت فجأة إلى مستويات قياسية، فبات الوضع برمته مرعبا، ينذر بالأسوأ في أسرة المستشفيات وأروقتها وعلى أبوابها، على المنوال الإيطالي الشهير، لا سمح الله، إلا إذا عاد اللبنانيون المستخفون بالخطر إلى إدراك مسؤوليتهم الشخصية والمجتمعية في التزام تدابير الوقاية، حتى نتمكن من السيطرة على الوضع من جديد،…لأن أي تحذير قد تطلقه وزارة، وأي محضر ضبط قد يسطره عنصر أمني، وأي غرامة قد تفرضها دولة، لن تستطيع القيام بدور الناس إذا كفوا عن الاستهتار.

أما أرقام الخسائر، فيبدو أنها تدور في حلقة مفرغة: كما قبل زيارة لودريان، كذلك بعدها،…وكما قبل رفع تقرير لجنة التقصي، كذلك بعده، مع الإشارة إلى أن هذا الملف سيحضر الليلة مباشرة بعد نشرة الأخبار خلال حلقة “رح نبقى سوا” مع رئيس لجنة المال والموازنة ولجنة التقصي النائب ابراهيم كنعان.

تبقى أرقام جديدة أضيفت على لائحة اللعنات: إنها أرقام ما يمكن أن يتكبده لبنان من خسائر في حال الإطاحة بمشروع سد بسري، الذي حظي بشبه إجماع سياسي عند إقراره،…ولما بدأ التنفيذ استيقظ الحس البيئي المفتعل، واستنبطت شعارات غير واقعية، ووصل الأمر إلى حد اتهام البنك الدولي بالتآمر مع السلطات اللبنانية ضد الناس، على ما عنون بعض وسائل الإعلام اليوم.

وكأن البعض لم يتعلم من تجربة النكد السياسي الذي عطل الكهرباء، فدفع كل لبنان الثمن، وليس تيارا أو حزبا سياسيا معينا. وها هي التجربة تتكرر في ملف السدود، التي إذا نجح تعطيلها في السياسة، لن يتضرر تيار أو حزب، لأن الضرر سيقع على الناس الذين سيحرمون من مياه الشرب في مناطق واسعة من لبنان خلال وقت غير بعيد.

لبنان واقع تحت لعنة أرقام إذا،…ولكن اللعنات، مثلها مثل سائر مظاهر الشعوذة، قد تقنع بعض الناس في فترة، لكنهم سرعان ما سيكتشفون الحقيقة، ويفضحون سياسة ذر الرماد في العيون والتضليل. فالأرقام في النهاية، قبل أن تكون لعنة، هي أساس العلم،…والعلم كفيل وحده بدحض كل أشكال الدجل.