Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـotv”” المسائية ليوم السبت في 4/8/2018

من جديد، الحكومة في اجازة والتأليف في استراحة. صحيح ان العقد على حالها والمراوحة تلامس السلبية، إلا ان الايجابية التي انتجتها أسابيع الجمود رغم الجهود هي تحديد مواقف المراجع واللاعبين الكبار والمعنيين بالخلاصات الآتية: رئيس الجمهورية يريد حكومة تكون ترجمة لنتائج الانتخابات لا غلبة فيها لفريق على آخر ولا تهميش ولا الغاء ولا استئثار بالقرار، لكن أيضا لا احتكار لأي تمثيل من قبل أي طائفة أو طرف سياسي، ويشدد على حكومة جامعة لكل المكونات.

الرئيس عون هو أول من نادى بحكومة وحدة وطنية ولما يزل. لكن الرئيس عون مضاد للابتزاز ومواقفه ليست للمساومة وليست للمناورة وليست للتراجع عنها، إذا كان الدستور رائدها والوحدة الوطنية غايتها واحترام ارادة الشعب اللبناني منطلقها.

الرئيس الحريري يرى ان معيار تشكيل الحكومة الوحيد هو معيار الشراكة الوطنية، ويصر على مراعاة وليد جنبلاط والأخذ بمطالبه، ويلتقيه ويلتقي سمير جعجع لكنه لا يلتقي طلال ارسلان ولا سليمان فرنجية، ويتمسك بحلفائه ومطالبهم، وينكر على رئيس الجمهورية كيف يتمسك بحلفائه، كما قال النائب طلال ارسلان منذ يومين.

الرئيس نبيه بري يرفض حكومة أكثرية ويرى انها من الماضي، ويرفض كذلك افشال عهد الرئيس عون ويتمسك بانجاحه ودعمه، ويرى ان حكومة وفاق وطني هي الخيار الأفضل ولا يرى عوامل خارجية تعرقل التأليف، في حين ينأى حليفه القوي “حزب الله” بنفسه عن نزالات التشكيل وسجالات التأليف وجدالات الحصص، وهو لا يبدد الهواجس ولا يقدم الضمانات، لكنه لا يعرقل ولا يقف حجر عثرة في وجه التأليف، لكنه بدأ يرسل أكثر من اشارة امتعاض واستياء في الأيام الأخيرة حيال معارك الأحجام والمواقع.

“القوات اللبنانية” وضعت بعض الماء في نبيذ مطالبها. سلمت بأن نيابة رئاسة الحكومة للرئيس عون، وسلمت أمر السيادية إلى الرئيس الحريري، كانت جزءا من المشكلة الآن تسعى لأن تكون جزءا من الحل الذي يخدمها ويخدم استمرارية تفاهم معراب وتعزير التهدئة في الشارع المسيحي.

زعيم المختارة وليد جنبلاط يريد اختصار القرار الدرزي في الحكومة به، 3 بواحد، كل الوزراء الدروز له فيمتلك ناصية الميثاقية الدرزية داخل مجلس الوزراء، فيكون تعطيل أو تسهيل بواسطة هذا الاحتكار، بديلا عن بيضة القبان التي انتهت صلاحيتها في المجلس النيابي الجديد.

قد تكون التعقيدات مسيحية ودرزية وسنية، لكن العقد الحقيقية تكمن في جنون العظمة ونقيضها، عقدة النقص ومتلازمة استوكهولم وأوهام الأحجام في اليقظة كما في الأحلام. والأهم قد تكون العقدة خارجية عربية، اقليمية أو دولية، فلبنان مختبر صراع وصندوق بريد وساحة لتصفية الحسابات وتوجيه اللكمات واعادة ترتيب الأجندات، وقد يكون النظر إلى ما وراء الحدود الشرقية من الآن فصاعدا ضروريا، لرصد آخر المعارك الكبرى الآتية في ادلب، وعندها سيتذكر البعض في لبنان ما حاول التغاضي عنه لسنوات وهو العلاقة مع دمشق التي ستطرح نفسها بندا جدليا حساسا أساسيا في البيان الوزاري والتطبيقي للحكومة العتيدة، وأول الغيث معبر نصيب، إذا تم النصيب.