وقع المحظور ودخلت البلاد المرحلة التي حاولنا تجنبها وتفاديها من الكورونا . ليس الوقت لتقاذف المسؤوليات بل لتحملها . العجيج والضجيج لا يؤذي سوى طبلة الاذن والالتزام والانضباط يقي من مما هو ات بدلا من التنظير والتفشير . درهم تشديد خير من قنطار تنديد . في هذا البلد يترافق التباكي والتذاكي . كل يوم ملف وفضيحة وجرصة لا تلبث ان تلفلف وتسخف وفي نهاية المطاف يرضى القتيل وليس يرضى القاتل والا لماذا يتم السكوت وممارسة الضغوط السافرة والسافلة في جريمة الدجاج الفاسد والنتن ومحاولة اعطاءاسباب تخفيفية لديوك المزبلة المتوارين؟
من الانهيار الى الاحتضار وليس من خيار سوى الانتظار .
من الان وحتى الانتخابات الاميركية والايرانية والسورية على اللبنانيين ودول الجوار ان تملأ الفراغ بالتدابير المناسبة والخطوات الانقاذية . من الان وحتى سنة ستبقى اسرائيل تعربد وتهتدي وتغدر بالواسطة او بالمباشر . تركيا التي عبرت المتوسط الى ليبيا عادت الى نغمة الطورانية والاتحاد والترقي وتركيا الفتاة واحلام السلطنة واوهام طلعت وجمال وانور الذين انتهوا جميعا صرعى بيد اشاوس ارمن ردا على ابادة نيسان 1915 . لا هم لاردوغان سوى القضاء على ارث اتاتورك الذي صعد بتركيا على سلم العلمانية بالكاريزما والانجازات والانتصارات واليد الحديدية بسرعة قياسية ليأتي اليوم ويقضي عليها بالضربة وكش ملك بتحويا ايا صوفيا مسجدا . غضب شكلي في العالم الغربي وعتب ظاهري وفرح ضمني في العالم العربي وشد عصب في الشارع التركي والعالم الاسلامي وهذا ما يبتغيه اردوغان الذي ينام ويستفيق كل يوم متخيلا نفسه بايزيد وارطغرل والظاهر بيبرس وصلاح الدين .
من الان وحتى ثلاثية الانتخابات الاميركية الايرانية السورية ستبقى ادلب خارج السيطرة الشرعية السورية والفرسوار المفتوح والشوكة المسمومة مثل الجدار الطيب الكردي والشريط الحدودي في الجولان المحتل ..
اقتحمت تركيا الساحة الليبية , تحركت مصر لتلافي معركة علمين جديدة على حدودها الغربية مع ذئب الاناضول فارتفع بوججها سد النهضة من الجنوب من اثيوبيا في حركة التفافية على مصر العربية لاعادتها الى القمقم الافريقي واشاحة نظرها عن شرقها العربي وعمقها القومي ..
من الان وحتى الانتخابات الاميركية والى سنوات طويلة – ستبقى اسرائيل عاجزة عن خوض حرب شاملة واسعة غادرة مفاجئة وراء حدودها وفي العمق العربي كما اعتادت لعقود . ولى زمن بن غوريون ودايان ورابين وبيغن . الجيش العقائدي صار جيش الويك اند باعترافهم هم . لكن سمات الغدر وميزات الحقد وصفات الجبن راسخة فيهم . الطائرات المسيرة والاغتيالات وبنك الاهداف حاضر ويفي بالغرض لكن لا يمكنه كسر الرع والرادع الذي اوجدته المقاومة وما يحصل على الحدود اليوم خير دليل على انتقال اسرائيل من الهجوم الى الدفاع ..
من الان وحتى الانتخابات ستبقى المساكنة الاميركية -الايرانية في العراق من خلال حكومة الكاظمي على المحك وتحت المجهر وفوق صفيح ساخن من الشك المزمن والتسويات المؤقتة والذاكرة المثقلة بالاغتيالات والهجمات وتضيات الحساب من السفارة الاميركية في طهران الى السفارة الاميركية في بيروت ومن عماد مغنية الى قاسم سليماني ومن محمد مصدق الى محمد رضا بهلوي ..
كان من المفترض بالكاظمي ان يزور السعودية لنيل درع التثبيت من الرياض لكنه بدلا من ذلك ذهب الى طهران وخالف الانطباع بأنه رجل الاميركيين وانه ات لتقليم اظافر الايرانيين والحشد الشعبي . العراق قد ينتقل من المساكنة الى المشاحنة مجددا ..
من الان وحتى الانتخابات سيبقى الجيش السوري الشرعي ممنوعا من اعلان النصر على الارهاب ومن استعادة السيطرة والسيادة على كامل التراب السوري . احصنة طروادة تتسابق في الميدان السوري ويقودها اخيل الذي يحمي كعبه بتفاهم ضمني مع تركيا وروسيا واسرائيل .
من الان وحتى الانتخابات يقف لبنان امام لوحة لاءات : لا للدولار لا للاستقرار لا للتنقيب عن النفط لا لعودة النازحين . البلد الصغير متروك لمشاكله الكبيرة . لبنان الكبير قد يصبح لبنان الفقير في وقت يختبىء الجبناء حديثو النعمة وسارقة اللقمة والطارئون الجدد واللصوص القدامى ويبتعدون قدر الامكان عن الناس الذين ظنوا بهم خيرا فكانوا اشر من الشر واقذر من القذارة .
من الان وحتى الانتخابات ستبقى المنطقة الخضراء في بغداد سيفا مسلطا في وجه طهران وتل ابيب ستكمن لبيروت وحميميم تراقب عن بعد الاميركيين والايرانيين في لبنان والعراق وسوريا .
العام 2015 حصلت معجزة الاتفاق النووي . تحررت حلب وتحلحلت في لبنان غدا عندما تجلس طهران وواشنطن على طاولة المفاوضات – وستجلسان – ستنتهي معركة ادلب كما حصل في حلب ونحظى ببعض الهدوء الذي سيعود الى الجنوب بعد الدرس الذي لقنته المقاومة لجيش الويك اند في شبعا مع الاشارة الى نفي حزب الله ان تكون المقاومة اشتبكت او قصفت او شاركت في ما حصل اليوم في مزارع شبعا في رسالة حمالة اوجه الى الاسرائيلي بأن ما حصل ليس الرد المطلوب على غارة دمشق وان للبحث صلة وتتمة لاحقة ..
توازن الردع مستمر , اسرائيل ستجد المبررات للتراجع , وغدا يوم اخر