Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 07/08/2020

الرد على الشتائم لا يكون إلا بالشتائم، ونحن لسنا بشتامين.

عندما حاربنا من أجل التحرير، شتمونا، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل واصلنا القتال، بالعسكر أولا، وعلى الأرض ثانيا، وفي المحافل الدولية ثالثا، وفي المحصلة، تحقق الهدف.

عندما نادينا بالميثاق والتوازن والشراكة والمناصفة، شتمونا ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل ثابرنا على النضال السياسي، وفي النتيجة، تحقق الهدف.

عندما قلنا بالتفاهم بين اللبنانيين، شتمونا ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل تمسكنا بوحدة لبنان، وفي النهاية، تحقق الهدف.

في موضوع اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري، شتمونا، ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل نستمر في العمل، وصولا إلى تحقيق الهدف.

أما في ملف الإصلاح، فلما رفعنا شعاره عام 2005، استخفوا، ولما شددنا على أن الإبراء مستحيل، رسموا الخطوط الحمر، وحين فضحنا الصفقات العابرة للمذاهب والطوائف، معظم أحزاب المذاهب والطوائف ووجوهها شتمتنا، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل أكدنا تمسكنا بالهدف، وإصرارنا على تحقيقه،…وحين لوحنا بقلب الطاولة لأن الوضع لم يعد يحتمل، وأبلغنا جميع الأفرقاء، وحددنا موعد التحرك، قلبوا البلاد علينا، ولا يزالون يحاولون من يومها، تحميلنا جرائمهم، ومحاكمتنا على شنائعهم، ومعاقبتنا على خطاياهم المميتة في حق الوطن والشعب.

كل ما يشكو اللبنانيون منه اليوم، فضحناه من سنين. ومعظم أسباب الكوارث الحالية، اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، وصولا إلى انفجار المرفأ، حذرنا منه، واتخذنا ما تسمح به صلاحياتنا من إجراءات، وكم من مؤتمر صحافي وتصريح وإطلالة إعلامية وعبر مواقع التواصل، خصصناها لكشف مستور التعطيل: في الكهرباء، والمياه، والسدود، والنفط، والفيول المغشوش، والتوظيفات العشوائية، والمطار، والمرفأ وسائر المؤسسات والإدارات والعناوين، التي تتطلب اليوم عمليات جراحية إصلاحية أكثر من خطرة، ولا من يجرؤ على ملاقاتنا ولو في ربع الطريق.

كل ما يشكو منه اللبنانيون اليوم فضحناه أمس. ويأتيك من لا يعرف تاريخا، ولم يقرأ ماضيا قريبا ولا بعيدا، ومن يجهل جميع الحقائق أو يجهلها، ليتهمنا بأننا مجرمون.

المجرم أيها الناس، هو من قتلكم في الحرب، ويزعم الحرص على حياتكم اليوم. المجرم هو من تعامل مع الاحتلال وخضع للوصاية، ويدعي اليوم الحرص على سيادة الوطن. المجرم هو من كان ركنا أو ملحقا في التحاف الرباعي مع “حزب الله” عام 2005، ولا يزال يهاجم تفاهم مار مخايل منذ سنة 2006.
المجرم هو من غطى الفاسدين وتحالف معهم واستفاد منهم ولو على حساب استقلال لبنان بداية، وعلى حساب الميثاق الوطني لاحقا، ويذرف اليوم دموع التماسيح على لبنان الذي يغرق بالدم بعد العتمة، بفعل الفساد.

خلص. لحد هون وبس. بيكفي. التطاول على الأوادم بعد اليوم ممنوع. لكن الرد على الشتامين، من سياسيين وإعلاميين وكتبة على مواقع التواصل، فضلا عن سائر الوجوه، وما أكثرها، لن يكون بالشتائم، فنحن لم نكن يوما، ولسنا اليوم، ولن نكون ابدا، من الشتامين.

أما ردنا على الشتيمة، مهما كان مصدرها أو درجتها أو من تستهدف، فلن يكون إلا بالصمود والمثابرة حتى النهاية لتحقيق الهدف. فنحن أقوياء. بضميرنا الحر أقوياء. وبنظافتنا أقوياء. وليس على عهد ميشال عون، رمز الحرية والكرامة والنظافة، سيسقط لبنان، بل كلنا إيمان أنه سينهض من بين الركام والأشلاء، ومن أجل جميع الشهداء والمصابين اليوم، وعلى مر التاريخ، وطنا أفضل مما كان.