IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 17/08/2020

ثمة مفارقات وتناقضات في المشهد اللبناني لا يمكن اغفالها وعدم التوقف عندها :
كنا بالحياد صرنا بالتدويل
كنا بايران في الجولان على حدود وتخوم اسرائيل صرنا باسرائيل على مشارف وحدود ايران في الخليج.
كنا بالانهيار صرنا بالانفجار
كنا بالتدقيق الجنائي في الاموال واين ذهبت صرنا بالتحقيق الجنائي بالارواح وكيف ازهقت
كنا بالعقوبات صرنا بالمساعدات
كنا باعادة اعمار سوريا عبر مرفأ بيروت صرنا باعادة اعمار بيروت نفسها
كنا بالتوجه شرقا عدنا لنكون الواجهة والوجهة والمواجهة غربا
انتظرناهم من الشرق فجاؤوا من الغرب كما قال الرئيس الراحل عبد الناصر اثر نكسة 1967
كنا بالاموال المسروقة صرنا بالاهراءات المحروقة
كنا بصفقة القرن صرنا بانفجار القرن
كنا بهم النازحين واللاجئين فصار ابناء مار مخايل والعكاوي والجميزة والمدور والرميل والصيفي والاشرفية وبرج حمود والخندق الغميق والباشورة نازحين في وطنهم.
كنا بتصعيد الحصار صرنا بتخفيض الدولار
كنا بحلم محاسبة الفاسدين فاستفقنا على حقيقة وواقع التغطية على المتورطين الذين حولوا العنابر الى مقابر
كنا بنفض المجتمع الدولي يده من لبنان صرنا بنصف العالم في شوارع بيروت
كنا بتكبيل الزعران بالاغلال صرنا بتحميل حسان دياب مسؤولية الاهمال
كنا بتجريم لصوص الهيكل صرنا بتكريم الفريسيين ونسل حنان وقيافا على المذبح
كنا بقيصر الروسي صرنا بقانون قيصر الاميركي
كنا على اساس طفح الكيل فعدنا الى دايفيد هيل ومع حبة هال ولا ينقص الا رفع اليد بتحية : هيل سيزر
كنا تقدمنا خطوة متواضعة الى الامام فعدنا مسافات شاسعة الى الوراء
في 6 اب من العام 1945 القى الاميركيون قنبلة ذرية على هيروشيما وناغازاكي . كانوا يومها امام خيارين : اما احتلال البر الياباني مع ما يترتب على ذلك من خسائر بشرية هائلة محتملة او افهام احفاد الساموراي بما ينتظرهم من اهوال وتدهور احوال . اختار اليابانيون تجرع الكأس الاميركية المرة
في 4 اب يظن من فجر او دبر او حضر او هيأ لابادة بيروت ان انفجار المرفأ انهى حربا لم تبدأ وطوى صفحة لم تفتح واسقط خصما بالضربة القاضية وسجل هدف الفوز في الثواني الاخيرة من المباراة.
ما حصل بداية وليس نهاية
في الحرب قايضوا ارضنا بالوطن البديل وبادلوا حياتنا بالبترودولار
اليوم يعودون الى النغمة ذاتها ويعزفون لحن الموت فوق غيوم بيروت
المعادلة اياها لم تتغير : الاستقرار لكم لكن القرار لنا واذا اردتم العكس فليكن. اعطونا القرار وخذوا الاستقرار. في يوم من ايام ولايته دخل احد مساعدي الرئيس الكبير فؤاد شهاب الى مكتبه وقال له : فخامة الرئيس كل الدراسات والابحاث تشير الى استبطان المياه الاقليمية اللبنانية لكميات كبيرة من النفط وعلينا ان ندرس جديا البدء بالتنقيب والحفر ليصبح دولة دولة نفطية غنية. يومها اجابه الرئيس اللواء بالاتي : يا ابني مش ناقصنا اعداء بعد. بيكفينا الاسرائيلي