Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 21/08/2020

هل ينجز التأليف، أو أقله التكليف، قبل عودة الرئيس الفرنسي إلى لبنان في الأول من أيلول؟

ليست الإجابة على هذا السؤال هي الأهم اليوم، بل معرفة الجواب على سؤال آخر هو: هل أدرك الجميع أخيرا، ألا خلاص للبنان، إلا بحكومة فاعلة ومنتجة؟

فالإشكالية الحكومية ليست اليوم، ولم تكن يوما، لا في الأشخاص، ولا في الوعود، ولا حتى في النوايا، بل في التزام برامج العمل والتعاون الصادق لتحقيقها، بدل التنصل منها، أو طعن المندفعين في سبيل تحقيقها بخناجر المصالح، لتتحول مجرد نصوص إنشائية، لا تتعدى قيمتها، قيمة الحبر على الورق…

فهل نريد حكومة تكرر التجارب السابقة، أم حكومة تأخذ العبر، فلا تعيد الأخطاء وتنجز الملح المطلوب والمعروف؟

هل نريد حكومة شروط وعنتريات لن تصرف في السياسة، أم حكومة تعبر عن إرادة وطنية جامعة في الخروج من الأزمة؟

هل نريد حكومة تقليدية، بمسميات جديدة، أم حكومة تضم في صفوفها كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض، كما يدعو رئيس الجمهورية ويسعى؟

هل نريد حكومة تخرج على الدستور وتنقض الميثاق في التعيينات وغيرها، أم حكومة تطبق الدستور مهما كلف الأمر، وتحفظ الميثاق من العبث، فتجمع الكفاءة بمقتضيات الوفاق؟

هل نريد حكومة تتفرج على شلل بعض القضاء، وتقاعس بعض الأجهزة، وكسل بعض الإداريين، أم حكومة تبادر وتعالج وتصحح؟

هل نريد حكومة ترعى الفساد، أم حكومة تقتص من الفاسدين، تحت سقف القانون، ووفقا للآليات مرعية الإجراء؟

هل نريد حكومة تضع الخطط وتنفذها، أم حكومة تقر خطة، ثم يبدأ بعض وزرائها بالخروج على ما اتفق عليه، تنفيذا لمآرب سياسية، ولو كلف الأمر البلاد والعباد، مليارات من الدين، وانقطاعا اضافيا في الكهرباء، وشحا دائما في المياه، وتأخيرا متماديا في الشروع بملف النفط والغاز؟

هل نريد حكومة تستفيد من الزخم الدولي، فتجعل منه زخما يصب في مصلحة كل الوطن، أم حكومة تترجم العطف الدولي، تشفيا سياسيا من بعض خصوم الداخل؟

هل نريد حكومة تبيض صفحة المقصرين، وترضى باتهام الأنقياء، ولو سياسيا، أم حكومة تمنع المقصر من تكرار الفشل، وتحول دون تلطيخ سمعة الأنقياء؟
من الإجابة الواضحة والصريحة عما سبق، ينبغي أن ينطلق ويستمر أي نقاش في الملف الحكومي.

فليس المطلوب اليوم التسرع بل الإسراع. وليس المطلوب التنازل، بل التفاهم، وليس المطلوب تبييض صفحات بعض السياسيين على حساب سياسيين آخرين، بل فتح صفحة لبنانية واحدة جديدة، يستحقها شهداء رحلوا، ومصابون ضحوا، وأهل بكوا، وأصدقاء تحسروا، ومواطنون أدمت مشاهد الموت والوداع قلوبهم ، ومحطتها اليوم مع الشهيد جو بو صعب من عين الرمانة إلى الدامور.