IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 24/08/2020

أثناء مسيرة الامه وهم يحمل الصليب ويتلقى سياط الحراس الرومان الدامية وصرخات اليهود وسخريتهم , شعر السيد المسيح بالعطش وتوقف عند سبيل ليشرب قليلا من الماء. دفعه عجوز يهودي ونهره وطلب منه ان يتابع طريقه . تطلع فيه الرب وقال له : سوف اذهب لكنك ستنتظر عودتي .
هكذا ولدت اسطورة او حكاية اليهودي التائه الذي تمثلت خطيئته العظيمة في اهانة ابن الله وكانت عقوبته التجوال الابدي حتى مجيء الرب الثاني لان تحقيق كلمة الله مشروط بعودة السيد يوم الحساب .

كثر الذين خربوا وعذبوا واهانوا واخطأوا بحق هذا الوطن وشعبه . من مناصري باراباس الى امراء الظلام الى عبدة المال الى المسحاء الدجالين , والاسوأ منهم جميعا اتباع المفتري – والمفتري هنا هو الشيطان كما اسماه السيد المسيح وكما جاء في الترجمة اليونانية.
اتباع المفتري والافتراء على الحق والحقيقة، الافتراء على الشهداء والشرفاء والاوفياء، الافتراء على مال الفقير وفلس الارملة، الافتراء على القامات والمقامات.
والافتراء عندهم يترافق مع الاستيلاء : الاستيلاء على الثروات والخيرات والهبات والمساعدات ، الاستيلاء على المشاريع والتلزيمات والانتفاعات. الاستيلاء على وسط بيروت وواجهاتها البحرية، الاستيلاء على الودائع والبضائع والهواء والدواء ..
سلاح حربهم الكذب وحربة حربهم المال. ازلامهم واقزامهم ينفثون السم ويتنفسون الكذب. يحورون الوقائع ويقلبون الواقع ويزورون الحقائق .
محطاتهم تنضح نذالة ولسانهم يرشح سفالة . وجوه صفراء ونظرات بلهاء وعبارات جوفاء .
جاؤوا مباشرة من الرقيق الابيض الى الحقد الاسود .
سنافر تحمل المباخر , تتوسل شفاعة حاقد وتتسول صدقة من جاحد . من مال الدولة يا نصابين ..

شهداء انفجار المرفأ تحت التراب والركام . اهلهم واخوتهم ورفاقهم بين الدموع والشموع . البيوت انقاض واللبنانيون نازحون في وطنهم لكن اتباع المفتري حسموا امرهم : حفنة صغيرة من المال توازي فتنة كبيرة من الدم .
احدهم لا يقبل الا ان يتلبس شخصية سربيكو وهو اقرب الى بينوكيو . اخر زين له انه التحري كولومبو وهو اشبه بأبو جمبو . ثالث يحاول ان يذكرنا بسيمون تمبلار لكنه ليس اكثر من ثرثار .
نعيق غربان وهسيس جرذان وفحيح افعوان .
احد المنحرفين المنبطحين امام سيده في عنجر بالامس وعوكر اليوم – وغير عوكر – تحول فجأة الى رافاشول الثورة ( وهو طبعا لن يعرف من هو رافوشول )
اما ماتاهاري لبنان فحدث ولا حرج , الخيل والليل وال ANTI CHAMBRE تعرفها لكنها تتوهم بسذاجة امام المرآة انها خليفة بربارة ولترز لكنها في الحقيقة احدى فلتات اللسان وفوتات الحيطان .
حتى الكذب اصيب بالقرف منهم , حتى الكراهية تابت بعد ان رأتهم . حتى الشر ندم بعد ان رافقهم .

عملهم الان ينصب على التغطية على حجم التلاعب والتكاذب في جريمة تفجير المرفأ متسترين بعباءة مماحكات وفذلكات وحملات وعمولات لن توصل الى المرتكب الجبان والمسؤول المجرم , لان الجريمة المنظمة التي اوقفت التنقيب عن الغاز وخنقت انفاس الليرة واوقفت حنفية الدولار وقتلت التحقيق الجنائي في المهد ورحلت الاموال – اموال الناس الى ما وراء البحار . هذه الجريمة المنظمة مستعدة لتفجير لبنان وليس فقط المرفأ حماية لمالها الحرام .

اتباع المفتري – ولا نقصد هنا ولي الدم الرئيس سعد الحريري الذي تصرف بكبر ومسؤولية وطنية محترمة – ذهلوا من حكم لاهاي . كان يجب على الحكم ان يكون مثالا ومثلا يحتذي لحكم مماثل في المرفأ بعد عمر طويل . اليوم يندبون ويلطمون ويبكون حظهم العاثر والعدالة المسيسة وغدا سيلعنون اوروبا لانها رفضت ان تماشي اميركا في تمديد العقوبات على طهران وبعد غد سيجدفون على الخالق لان الله نظر الى ما في قلوبهم من شر ولم يعطهم ما يريدون . اسطورة اليهودي التائه قد تكون مجرد حكاية تناقلتها الاجيال , لكن الاكيد ان الرب لا يخلف الميعاد ويوم الحساب ات .
قد يذهب الاخيار لكن الاشرار سينتظرون بخوف عودتهم …